احتاجك للشاعر القدير موسى صالح الكسواني الاردن

أحتاجك
أتمطى يا غادة روحي
في زيت سراج وفتيل
والعالق في النار بلا موت جسدي
العالق في الوهم بلا وهمٍ سربٌ زاجل
يذهله جمر الفكرة
يا وحي الفكرة أنتِ
شعري يأسره قيدي
ويقيده أسري
والشعر يناديني من أعلى البحة
حتى أول حرف من عشتار
هل أنت السابح فوق أريج قرنفلة
ترشف أنفاسك من ينبوع الشهقة
حين تبعثرك الآهة من خلف ستار ؟
يا رحبة هذا الكون
إلام تخرمشني الرعشة
حين تمرين على لألأة ألقاً ؟
كيف أراني في دهمة ليلي
ضوءاً من آلاء فيروزي ؟
وتناديني نادية الشمس الممشوقة
بالفتنة كيف تراني ؟
أنت بلا وطنٍ
لا شأن لقلبك أن يعشقه النور
عنوانك أنك منزوحٌ
لا شأن لمن لا روح له
أن تذهله الروح
ها قد عاد إليكَ
أيا شجر الحب الحسون العاشقُ
كي يكمل فوق الأغصان
رواية عشق ما زالت
تأمل أن يبتدئ الرقص
على فتنتها في السَّحَر العابقِ
بالسِحْر هنا وهناكْ
وغصون الهمس غناجٌ
يتزيّا برحابة ما شاءالله
على فُرُشٍ من نسرين
والنجمة تختلس الومضة
من عين باسمة غادرها النومُ
قُبيلَ نهوض الصبحِ على نافذةٍ
شرَّعَت الحسنَ السَّافرَ حتى
تستنشق شقشقةَ الحسون العاشقْ
ضوءٌ يغتسل الآن على
شبَقٍ نورانيٍّ من جسد عاجيْ
يتلوّى تحت سراج وهاجْ
كركرةٌ خجلى
تهرب من عشٍّ مَحشوٍّ بالرغبةِ
ترعش قفطانَ الشمس على استحياءْ
فينامُ الليلُ حسيراً
في شغفٍ دون غطاءْ
أحتاجكَ يا ليلُ كثيراً
حين تغيب الآلاء الركاضة
نحو الغيب وتصحبها لغة الحيرة
في آهة ما استغوى الجسد المقرورْ
تمضي دوني
تتركني دون رداءٍ أو حضن حنان
فيعَضُّ الجمرُ جنونَ
النافذةِ الكسلى في قلقٍ مقهور
أحتاجكَ أكثرَ كي تلبَسني
قبل فرارك منِّي
أدمنتكَ إذ أبصرتكَ في كأسي الملأى
أيقونةَ فرحٍ قمَريْ
وشربتكَ أنثى
منحتني مبهجة العشق الناري على ولَهٍ
ممّا أنجبتِ الأمِّ الأولى للكون الكلّيْ
آلاؤك لألائي يا أوّل أصحابي
منذ ابتدأ المشوارُ بنا
في شهوتنا البكر على
رقعة تنظيم سِرّيْ
أثقلتُ بها اسمي الحركيَّ
لعلي أفتح باباً للحريِّةِ
من أجل الأرض المبيوعةِ
والإنسانِ المقموعْ
أتراني أهذي باسمكَ يا ليلُ
ولم أعشقْ غيرَكَ في محتفلي الزمنيْ
أتراكَ تضجُّ بإلحاحي
والعسس الجوعى يأتمرون
ببابك بحثاً عمّا يحملُ
أوزار زنانزين المعتقل الدمويّ ؟
يرفضُ خوفَكَ جوعي
ترفض خوفَكَ كأسي
ترفض خوفكَ رأسي
وأحبك يا ليلُ فلا تقسُ
أما يكفيني قسوة أمراء
الكون المجنون عليّ
كم أحتاجك يا ليل لكي
أسرق من عينيكَ الناعستين
طقوسَ السهرة حتى
آخرَ قطرة إغواءٍ تسكبها
نادلةُ النجمة في خمرتنا
نسهرُ
نسكرُ
من دون أناسٍ
تشربنا الخمرة من كعبينا
نفترُّ وحيدين يصاحبنا الإيناسُ
على حببٍ يطفح في وجه الكاس
ويقابلنا في الأفق الغربيِّ
سماسرة القمع الجمعيْ
غزة ماضية
تحفر ظهر الغفل المجترّ حشاشتهُ
في إظفرها
ما زالت تلد الماضين إلى
حيث يشاءالله كرامتَهم
وأنا
يا ليلي الغافلَ يذهلني
إغواء النجمة ما بين السكرة والصحوة
فوق مصاطب إغفالي
بحقيقة أني يُخرسني
صمممي المدفونُ بلا إدراكْ
أبكي
ولماذا أبكي وأنا
تتخبطني فأفأة خرساء؟
أجهل ما يجري
أجهلني
وصديقي الليل يخاتلني
أندلق الآن مع الفتنة
في قعر يعتلُّ بغير قرار
حسبي أني لا أدري
لا أذكرُ
أني فوق مصاطب إغفالي
لحقيقة أني يخرسني
صممي المدفون بلا إدراك
موسى صالح الكسواني
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.