رحيل العمر للإعلامية الكاتبة / أ. سهير علي دوبا / سوريا
وكانت الحمى تكويني بلهيبها , اثر نوبة مرضية عرضية ألمت بي , ذات ليلة
من ليالي الخريف... وكانت الريح بعويلها والأمطار بغزارتها توشك أن تحطم زجاج نافذة
غرفتي ، فكأن خريف الفصول كان على موعد مع خريف عمري حتى ظننت
في لحظة أنها النهاية...! فكتبت في جنح الليل:
حَجَبَ الغمامُ ضِياءَ القمرْ،
وتلاشت نجوم السماءِ ،
قبل مجيء السحرْ.
واشتد عويل الريحِ...
وزاد بكاء المطرْ.
فتناثرتْ ، بعد رحيل العُمْرِ،
وُريقاتُ الشجرْ،
كتناثر الشَّعْرِ، بعد المَشيبِ ،
يُوَدِّعُ غصباً رؤوسَ البشرْ.
فيا نفس...هيهات...
ربيع الحياة...
طواه القدرْ،
مثل ربيع الفصولِ...
أراه احتضرْ.
فلا جُهدَ لي...
أضناني عِبء السفرْ،
ولا دمع لي...
يُعيد اليَّ شعاعَ البصرْ.
ولا شيء لي...
غير بقايا من رفاتي،
مِثلَ شظايا القمرْ،
مَنَّاها الزمانُ بِوَهْمِ الخُلودِ ،
فهاهُوَ الدهرُ غَدَرْ.
تَنامَى الحُزنُ يا ربِّ في مُهجتي...
فهذا خريف الفصولِ...
يُعانِق النَّفسَ فيه خريفُ البشرْ.
فيا نفسُ ، كَفاكِ هموماً ،
لا تَضْجري...
فَرحيلُ العُمْرِ،
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.