قرآن النخل .. للكاتبة والأديبة السورية ريم البياتي
قرآن النخل
____
أبحثُ عن وجهكِ منذُ أتانا الريحُ
وكنتَ تسُدُّ البابَ
وتُقْسمُ
إنّ القاعَ أتاكَ صبياً في الحُلمِ
عيناهُ الجنّةُ والكفانِ شَرارْ
ياعبدَ الجبارِ وكفُّكَ قرآنُ النخلِ
وذاك النخلُ
تيممَ شطراً....
أ تعلمُ يا وجع الأقمارِ وأنت قصائدُ ضوءٍ
كيف النهرُ يسيرُ يميناً
والأمواجُ تصيرُ مَرارْ
يا(شدّةَ)ريحانٍ
يومَ أتيتَ ... وكان النبع يؤمُّ شفاه الظمأ
ونحن الملح الراعف شوكاً في حدق الصبّارْ
أعطني كفّكَ قرآنَ النخلِ أُرتّلُ بعضَ الاياتِ
فالضوءُ شحيح ٌياعبدَ الجبار
وذاكَ القاريُء ضلَّ السطرَ
وبدّلَ وجهَ الكوثرِ بالعسكرْ
وكلانا في فكِّ الموتِ القادمِ حطب
وربوعُ الديرةِ في الصوبين
أوارٌ....وأوارْ
ياعبدَ الجبارِ
أتختلفُ الأزمانُ وبطنُ الأرضِ يُعانقُ في نجواهُ
خيوطَ الماءْ
يتكوّرُ حبُّ الرمانِ يصيرُ قذائفَ
ويدانا القاذفْ
هب لي جلدَك ياعبدَ الجبارِ وخذُ جلدي
لايختلفُ أديمُ الجلدِ
ويختلفُ اللونُ قليلاً
أو ختمُ المنشأ
واطبعْ فوق جبينِك ختمي
كي نسخرَ منهم ياعبد الجبار
فكلُّ فِخاخِ الظلمةِ في تابوتِ الموتِ الداعرِ
محضُ هُراءْ
لاتخشى الظمأَ
وكفّي إنْ جفَّ النبعُ يفجّر من صوّان الوقتِ
مياهَ ضياءْ
لاتخشاهمْ ياعبد الجبار
فتلك زواريبُ الحاناتِ كغانيةٍ
ترقصُ في الليلِ
وعند الصبحِ
تقيُء خناجرْ
لاتأمنْ ياعبد الجبار،
فنحن (الخردة )من زمن،ٍ
مذ كان النخلُ الى الشطآنْ يسافر
مابالُ الماءِ تلوّنَ كالحرباءْ؟
ياعبدَ الجبارِ ،
وكفُّكُ قرآنُ النخلِ وآيُ رجاءْ
هَب لي كفيكَ
وخذ كفّي
كي يلد الغيم بروق شتاءْ
........
أو تخشاهمْ ياعبدَ الجبّارِ
وهذا الوقتُ مُواءٌ في أضرحةِ النفطِ
أ تعرفُ يا نغم الأوتار ، وأنت المدن الحبلى بالآيات
وفوق شراعك كفّ الفجر
أتعرفُ كيف يصيرُ النفطُ نبيّاً؟
وكيف يُفسًِرُ حكمَ الشرعِ إمامُ الظهرْ؟
وكيف نصلّى الصبحَ على قائمةِ السكّينْ
ونُنحَرُ عند العصرْ
النفطُ إلهٌ ياعبدَ الجبار
خلاسيُّ اللونْ
يعرفُ ماتكْتمُهُ الكلمات
ُ وماتخفيهِ ببطنِ الغيبْ
للنفطِ نبيٌّ يمْسحُ فوق الماءْ
وعصاهُ تُطاردُ سيقانَ (الكفّارِ) منِ الشعراءْ
(الدينُ )... موازينُ عُدولٍ ياعبدَ الجبار
أترضى أن يوضعَ في كفِّ الميزانِ هراءُ الشعبْ
وحِكمةُ مولانا العصماءْ...؟
لإلهِ النفطِ كذلك بيت
ٌ يعصُم ُماشاءَ الوالي من ُطلقاءْ
ولهُ آلافُ من الحجّاجِ تطوفْ
ترمي (شيطانَ الغوغاءِ )
بسبعٍ من جمراتٍ حمراءْ
ارجمْهمْ ياعبدِ الجبّارِ
فكلُّ ولاةِ الأمرِ شياطينٌ لُعناءْ
أتخشى الموت...؟
َ ومنذُ المهْدِ ينامُ ويأكلُ قبْلك
في تابوتِكَ ....عفواً مهدَكْ
ويطلُّ عليك منَ الصنبور
من بابٍ لايخشاهُ الريحُ
من خبزٍ أحمرَ يعجنُه الشرطيُّ الجالسُ خلفَ خيالِكْ
يأكلهُ الفقراءْ
من نعلِك...
َ لاتضحَكُ ياعبدَ الجبّارِ
نعالك تخصفها الأشواك
تحملُ قدميكَ إلى أغوار اللحظة
حين كلاب الوالي
تتلصّصُ في نخِر الأسنان
تعرفُ أولادَك ...
والأسماءَ ...
وتنفخُ في قربةِ قابيلَ وصاياها
قابيلُك ياعبدَ الجباّرِ مزاميرُ الأسباطْ
ونهرُ دمائِك محضُ قضاءْ...؟
ريم البياتي / سورية
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.