غن لغنجها الألق .. للشاعر السوري الكبير فؤاد علي حبيب
كم أرهقتكَ سيوف الهند بالألقِ
من وجه جاريةٍ تنهالُ كالودقِ
راحت بنشوتها الأفنانُ باسقةً
في عطرها عبقٌ أشهى من الحبقِ
من سدرة الشّهقات الرَّعدُ كلّمها
والغيثَ أبدعَه النّاموسُ بالحَدقِ
فاثمل لإنّ خمور الله قد عتقتَ
في مقلتيها وطاب الشُّربُ لاتفِقِ
ماعِشرُ معشارِ ميزانِ النَجيمِ بقطرها
في سجدتيهِ وأشجار الجنان تقي
واغفُ بباكرة الصّباحِ برقدةٍ
في ناهضيها وغنِّ لغنجها الألِقِ
وارقب صلاة زوال الشَّمس إن غفَلِتْ
وامنح دعاءك فيض الدّمعِ منفتقِ
العين ترقبُ كون الظِّلِّ مافتئتْ
فارغب لها غزلاً في عجز مُحتِرقِ
والرُّوحُ ظامئةٌ في سرمدٍ عَجبٍ
شبَّتْ على فننٍ كالنسغِ في الورقِ
العينُ قاتلة فاسجع لها. طربا
تشفيك من مرضٍ ترديك في الرَّهقِ
والعينُ راهبةُ إن رمتها احتحبتْ
تنهاكَ في خجلٍ لاتعصَى كالمئِقِ
وهي المريضةُ إن لاقت لحاجبها
فتَّاكةٌ عَبثَتْ في صدر مختنقِ
والعينُ تعلو وفوق الأفقُ وارفةٌ
وأنقى الفوقِ من يسمو على الأفقِ
والحاجبُ ارتسمت آفاقه وسطا
رأساً مدبَّبةً في مركزٍ حَنقِ
من صفَّ نصلتَهُ استوفى بآخره
حدّاً أقامَ لهُ. خطّاً بلا غرقِ
والجفنَ ألحقَهُ الموسومُ من شفقٍ
بالحسن جلَّلَهُ. أنقى من الشَّفقِ
والحَظْ سواداً أتته العينُ من غسقٍ
راحت توارب لونُ الليل بالغسقِ
صفَّتْ رماحَاً جنودَ الحيِّ أُشبهها
كالقبلتين لترمي الجندَ بالأرقِ
رغم التقيّةُ راحت ترمي زائرها
حيناً رماحاً وحيناً. لؤلؤاً عققِ
سبحان خالقها بالنّجوى ميَّزَها
راحت مدمّجةً في غيهبٍ لتقي
فالليلُ. عربدها والكحلُ غيَّبها
والنّورُ أظهرها في ليل. منفلقِ
والوردُ. اعجمها استوفى بساحتها
سبحان من جمعت للورد في الطّبقِ
فؤاد علي حبيب
دمشق
٢٧. ٣. ٢٠٢٢
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.