ثلاثون دقيقة .. للكاتبة والشاعرة السورية / لجين عبد الله

ثلاثون دقيقة .. للكاتبة والشاعرة السورية / لجين عبد الله
ثلاثون دقيقة .. للكاتبة والشاعرة السورية / لجين عبد الله



 ثلاثون دقيقة باقية على موعدِ انطفاء قلبي

كلامها زرعَ بي صبارة رحيل

تلعثُمِها وإلقاء أرباع الحديث على أبيها 

يقين أنها سترحل 

حتماً سترحل 

أتتْ بخطواتٍ مبعثرة وأصابع زرقاء من بقايا توتر

تحاول إخفائه 

بدأَتُ بإبتسامة

وبدأتْ بالبكاءِ 

أخذتْ قلبي ووقتاً كافياً من البكاءِ

والنحيب على كتفي

لا كلام ولا هدوء

;... بكاءها سيد الموقف ...

ثم على غفلةٍ 

أبعدتني 

ضربتني

حتى أنها شتمتني 

لأولِ مرة 

ولا دون أي ردة فعل ثابت

حبذا لو أرادت الإتكاء مرة أخرى 

لكنها اتخذت الأرض لها مجلساً

يدي كانت قد تحملها 

لكنها حُملت معها

بكاؤها أخذَ عيونها وصمتي أخذ صوتي

كلانا الآن ناقص 

بفضلِ أبيها 

موت أبيها قهراً

الآن أنا كاتب 

وهي تحيك الصوف جيداً 

الشيب ألقى نفسه عليها 

من فرطِ حنانها

لم يشأ مغادرتها

ثلاث خطوات

بقي بيننا ثلاث

اسألُ نفسي 

كيف ستعرفني 

لهفتها تحييني 

بنعومتِها ذاتِها 

تهدأ وتضع يدها على قلبِها 

خائفة 

لكن من صدق شعورها أم أخفاقه !!؟؟

لم أدرك

يديها الدافئتين

وبُكائها السريع

لم يتغيروا

أنت أنهُ أنت 

وبين يدي نامتْ 

لو أني بقيت

كاتب من بعيد ولم اقترب

لو...

أرددها على ترابٍ ملأكِ 

وأقرب مني إليكِ

ابكي 

دون صوت 

ابكي وأترك صوتي وأقلامي وحبي في أمان الله وأمانكِ 

لعلنا نلتقي في زمنٍ آخر 

لايوجد فيه أبيكِ


لو بقيت بعيد 

لو

لجين

تعليقات