لم تكن علئ قدر قلبي / للكاتبة / لينا عبد الكريم غانم / سوريا
لم تكن علئ قدر قلبي
يا سيدي إن المحتسبون يعلقون أحزانهم على جدران الأقبية لكنهم لا يخلفون وعودهم أبدا ..
أما أنت ، فكأنك لست من أشياء المجال . لا صوت و لا أثر . تمر و لا تأبه حتى بالندوب التي تشوّه شكلك . رقم مشطور إلى مجهولين ، روح هنا و جسد هناك . رغبة تتأرجح بين أمنية البقاء و حتمية الرحيل . تارة تعاند ، لعلك تخفي ما تصدع منك و تارة تراهن على أنامل ترسم العجز في أبلغ صورة . تشرد ثم تلاحق سرابا تتلمس عبثه . ربما قذى . أو ذرة رمل تعيق الأرض في زحفها . لا مانع من أن تتبرأ من كل إثم ، الآن و قد علمت أنك مجرد أنت زئبق الزمن ...
بإمكانك أن تعود إليك بعد انفصام دام عمرا . أنت معذور فلم تكن تعلم أن ظلك يوثق ليوم الحسم سيئاتك ونزواتك ...
لم تكن تعلم أن لحمك خبز يعتاش عليه القدر . ليخبرك أن مازرعته من ألم سوف ترتجع مذاقه لتعلم أنك ستأكل مما زرعت شئت أم أبيت. ..
لم تكن تعرف أيضا أن صوتك أخرس لا يصل مسامع الغيب .
ألتفت لأرى ما جنيت و ما أضعت .
أسماء مجردة . من بقي بلا رائحة و من غادر بلا توديع . كريم أحببناه لطيب أخلاقه و لئيم شملناه بطيب أخلاقنا . لا زالت حناجر الماضي تردد ذات النغم
هذا عهد جديد بعد الحجر فعليك أن تبدل كل مسميات الشواهد .
لا مانع أن تكون لغة العصر كاذبة . فلقد كانت كل ألسنة الأمس بهتانا .
كانت وحدتنا زيفا و أحلامنا تحاك في ليال ليست ليالينا اليوم يوم جمعة و قيل أن الحق سينتصر . هل مآسيناانتهت أم هي على وشك أن تضع أوزارها . دعك من معاينة الخسائر و اسأل عن الذي فيها خاب .. لا عن الذي كسب و فاز ....
أم أنك لا تستحق فلم تكن ولن تكن على قدر قلبي ...؟!
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.