التطبيع بين الدبلوماسية والثوابت / بقلم / أ. عريب أبو صالحة

التطبيع بين الدبلوماسية والثوابت / بقلم /  أ. عريب أبو صالحة
التطبيع بين الدبلوماسية والثوابت / بقلم / أ. عريب أبو صالحة




التطبيع نوعان

التطبيع السياسي 

والتطبيع الإجتماعي 

التطبيع السياسي يعني تطبيع العلاقات  أي جعل العلاقات طبيعية بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان .. حيث تعود العلاقة طبيعية وكأن لم يكن هناك أي خلاف أو قطيعة سابقة.

أما التطبيع الإجتماعي هي العملية التي يتم من خلالها اعتبار الأفكار والسلوكيات التي قد تقع خارج الأعراف الاجتماعية  أنها طبيعية .


وما يهمنا في هذا التعريف المختصر التطبيع السياسي .. 

يوجد في التطبيع علاقات دبلوماسية ومبادئ ..

العلاقات الدبلومسية تتحول وتتغير وتتطور للأفضل .. أما المبادئ لا تتغير ابدا .. لذلك  يمكن ان أقسم التطبيع إلى قسمين هما :

 أ_تطبيع عربي عربي او عربي دولي

ب_ تطبيع عربي اسرائيلي 


التطبيع الأول  يقع ضمن المتغيرات و هو تطبيع ايجابي  الهدف منه اقامة علاقات جديدة مع دولتين عربيةعربية أو عربية دولية  يوجد بينهما خلاف سياسي مهما بلغت درجة هذا الخلاف .. والتطبيع بهذه الحالة يعمل على تمتين العلاقات واقامة اواصر المحبة والأخوة بين جميع الأطراف 

ففي السياسة والدبلوماسية لا يوجد موقف ثابت .. عدوي الأمس يمكن أن يصبح صديقي اليوم عندما تزول الأسباب التي أدت إلى هذا الخلاف .. 

على سبيل المثال  سورية والامارات  .. اليوم سورية تجاوزت الخلافات السابقة مع الإمارات وعادت العلاقات الدبلوماسية  بشكل ايجابي بين البلدين  .. وهذا ما يجب ان يكون بين  الأخوة والأشقاء .


أما التطبيع الإسرائيلي فهو يقع ضمن المبادئ  من وجهة نظري السياسية مرفوض جملة وتفصيلاً .. وذلك لأن  المعنى اللغوي للتطبيع (إقامة علاقات طبيعية مع دولة كان بيننا وبينها خلاف ) ينتفي هنا ولا ينطبق  لا من قريب ولا من بعيد مع دولة اغتصبت ارض وعدوانها لا يزال قائم ليل نهار  بشتى وسائل التنكيل والعدوان .. والضرب بعرض الحائط اي قرارات دولية تنصف الطرف المعتدى عليه 

كيف أطبع مع دولة لا يزال الخلاف بيني وبينها  قائم ؟!


وبناء على ما ذكرت ينقسم الحكام العرب الى قسمين :

قسم طبع فعلياً ويقيم علاقات طيبة مع دولة الكيان المغتصب وهذه العلاقات ليس وليدة اليوم  .. بل قديمة مع عوائل حاكمة وجدت مع نشوء هذا الكيان في فلسطين .. وكل عائلة  لها دورها المنوط بها في خدمة الكيان .. وقد كان التطبيع لديهم سري ومكتوم ومن تحت الطاولة .. و اليوم ظهر للعلن .. وبدأوا يجاهرون به ويتسابقون عليه مع موجة التطبيع العلنية في دول الخليج العربي 


وتعتبر مصر السادات هي الدولة الأولى التي طبعت مع العدو بالعلن ووقعت معه معاهدة كامب ديفيد  .. ولم تجن من هذا التطبيع اي شيء لصالح مصر .. بل التراجع على كافة الأصعدة وبيع الغاز المصري لدولة اسرائيل بالمجان .. واعطاؤها دور تكريمي لها وهو الوسيط المحايد للتدخل بالوساطة متى شاءت اسرائيل بين أطراف النزاع في 

فلسطين .

تلتها سلطة التطبيع في فلسطين التي وقعت مع العدو معاهدة اوسلوا .. ارض مقابل أمن وآمان ..  وكما تعودنا من هذا العدو عدم احترام العهود والمواثيق .. نجده يدخل اراضي السلطة يقتل ويدمر ويأسر  ويخرج دون حسيب او رقيب وبالتعاون والتنسيق الامني مع السلطة .. ما يعني أن التطبيع مع هذا العدو المغتصب مهانة وذل وإذلال ...

الأردن طبع مع اسرائيل ووقع معاهدة وادي عربا .. االارض مقابل الماء .. أخذوا الأرض وأعطونا أول وآخر وجبة مياه للشرب للأردن .. ضخ المياه العادمة ( المجاري ) التي امتلأت بها بطوننا عام ١٩٩٨  .. ولا يزال الاردن يستجدي الماء منهم لغاية اللحظة  ولم يحصل عليه .. 


أما بالنسبة للدول التي ترفض التطبيع   ولم تطبع لغاية الآن مع اسرائيل مثل سوريا واليمن وليبيا القذافي ودول أخرى كالجزائر .. فقد تم وضع هذه الدول على قائمة الارهاب الدولي واعتبارهم دول مارقة .. لا يوجد فيها ديمقراطية الدول المطبعة كالسعودية والبحرين والامارات وقطر ... وقد تم تسليم مهمة تدمير الدول الغير مطبعة إلى الدول المطبعة بأوامر من هم وراء التطبيع .


والله من وراء القصد 


عريب أبو صالحة

 

تعليقات