العنقاء/ للشاعرة الفلسطينية / نهى عودة
رأيْتُني فيما رأيْتُ العنقاءَ
تحاورُ صيادَها قائلةً
جلسْتُ لبرهةٍ
ليس انتماءً لشجرةٍ ألفَتْها
ولا قيدًا يثأرُ لتعالَيمَ القبيلةِ
بل خيطَ انتقامٍ من التيهِ
فمثلُك أنا تائهةٌ
بين التهامٍ سيضيعُ في زحامِ ليلٍ
لن يُدفعَ ثمنُه
ولن تُجرى مقايضاتٌ على مخدعِه
مثلُك أنا
يشتدُّ غيمي
لكني لا أمطرُ إلا من فوقِ سمائِك
يا قدرًا لسْتَ نردًا
ولسْتُ مقامرةً
بل مؤمنةً
باجتماعِ الهوى
على قلبٍ واحدٍ
أؤمنُ بالصدفِ المؤجلةِ
لحينِ اكتمالِها
أؤمنُ بقلبِك
حينَ مسَّه الحبُّ
فغدا طفلي الذي انتظرتُهُ سنينًا
فتى العمرِ الذي كانَتْ نظرتُهُ
كتابًا مسطرًّا
ونهرًا قد تعبَ مجراه
لكنَّه تابعَ المسيرَ دونَ أنينٍ
ورجلًا قلبُهُ يحتضنُ روحي
فأعدو بينَ الحفرِ كطفلةٍ
لم تمرَّ عليها السنين
يا كلَّ الأوطانِ التي أحبُّ
يا كوكبًا
شهِدَ له الفؤادُ
خذْ ما تيسّرَ من فرحٍ
فبمثلِك الضدانِ قد اجتمعا
حيثُ أسلمْتُ روحي لبارئِها
بما همسْتُ بين طياتِ الليالي
لَنعْمَ الأمينُ هو حين استودعْتُهُ
روحي أبدًا
نهى_عودة
العنقاء
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.