العودة إلى الحياة / للكاتبة والشاعرة السورية المتألقة / سهير مصطفى
قصة موجهة للأطفال
العودة إلى الحياة
عادت ندى سعيدة من مدرستها، ألقت حقيبتها جانبا، ونادت بصوت عالٍ أمّي تعالي انظري ماذا جلبت، هرعت الأمّ تستطلع الأمر وإذ بندى تحمل فرخ دجاج صغير.
قالت الأمّ: صوص صغيرٌ لماذا يا ندى؟؟
-رأيت بائعا متجوّلا يبيع الصّيصان فاشتريته من مصروفي اليومي، هيا يا أمّي نجهّز له بيتا من كرتون ونضع له الطّعام والشّراب، أحبّ أن أراه يكبر أمام عيني حتّى يصبح ديكا كبيرا يوقظنا كلّ يوم بصوت صياحه.
ضحكت الأمّ وقالت هيا سأجهّز له بيتا وهي بقرارة نفسها تعرف أنّه من المستحيل أن يعيش بمفرده وهو مازال صغيرا..
في المساء بدأ الفرخ يذوي، وكأنّه مريض وبدأت ندى تزداد قلقا عليه، نادت أمّها وقالت لها أمّي يبدو أنّه سيموت دعيني أجلب له الطّبيب .
قالت الأمّ لا يستطيع الطّبيب أن يفعل له شيئا، ما رأيك أن نأخذه إلى بيت جيراننا فلديهم دجاجة وصيصانها الصّغار، سنتركه عندهم حتى يصبح كبيرا.
على الفور وافقت ندى على اقتراح أمّها إذ ليس لديها الوقت لتفكّر بالأمر، خوفا على حياة الصّوص.
وأخذته إلى بيت الجيران واستأذنت الجارة التي وافقت سريعا على طلب ندى وأمها، وما إن أطلقته بين الصّيصان..حتّى عادت الحياة تدبّ في أوصاله، وبدأ يأكل ويشرب.
عادت ندى وأمّها إلى البيت بعد أن شكرتا الجارة الطّيبة، على أمل أن تعود كلّ يوم للاطمئنان على صحّته ، وهي تقفز فرحا، لأنّها أعادت الفرحة والحياة إلى الصّوص الصّغير.
سهير مصطفى

تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.