العسل المر للشاعر الفلسطيني د.حسن نعيم إبراهيم

العسل المر للشاعر الفلسطيني  د.حسن نعيم إبراهيم
العسل المر للشاعر الفلسطيني د.حسن نعيم إبراهيم



العسل المر

أنا وأنتِ 

وجها لوجه 

مع الرغبة الشرسة 

وهي تطيح بمقاومة الحرمان 

والألم ينخر في همجية 

نخاع العظام 

يفجر الأوردة 

تتمزق شظايا بلا بقايا 

ويغيب الصفاء من السماء 

مع صرخة مكتمومة مكلومة 

تحمل كل صخور اليأس 

التي تأبى أن تتزحزح 

حد الإدمان 

والليل يوغل في السواد 

بكل عناد 

ويدان أدمنتهما الأصفاد 

وأيام تتساقط كورق الخريف 

وكل لحظة 

تعلن على سابقتها الحداد 

ولا عزاء في البلاد 

وحدها تأملاتي 

في عُزلتها في غُرفتها 

بآلام المخاض 

ومابين الموت والميلاد 

واليأس وقرار الإجهاض 

تنطلق صرخة ملهوفة 

تحمل مرارات الموت 

مرات ومرات 

تحاول أن تطيح ببقايا الصبر 

المغموس بالعسل المر 

والإحباط 

تُرى من الجاني 

ومَنْ المجني عليه 

فأعظم الألم 

يمتزج بالفرحة 

عند لحظة الميلاد 

حيث ينزف

 القلق مع الدماء 

يتحدى الإشتهاء 

آه منك يالون بلادي 

الحافل بالأوجاع 

وياطعم الخبز الساخن 

الممزوج بالعسل المر 

ونكهة أوراق النعناع 

المتسربل بالملح الأحمر 

تروي ضفاف الألم 

وأوجاع الياسمين 

بوهج السنابل المحترقة 

بعينين هائمتين 

تائهة أوجاعي  

بين الممكن والمستحيل 

مابين الغناء والحداء والدماء 

 

ونزف الورود ودروب الرثاء 

مابين حصار فحيح الأفاعي 

ونواح المشانق 

على حبال الشهادة 

وانتفاضة ثائرة 

من تحت الرماد 

وزغرودة مرّة 

تكيل بمكيالين 

أنتظر ولادة 

ولازالت مصلوبة 

على شفاهي كلماتي 

لازالت مرسومة 

أنفاسي ... تنهداتي 

على مرآتي 

لازالت مجروحة آهاتي 

على طرقاتي 

أتراني أتواطئ 

مع أحلامي 

مع هزياني مع توسلاتي 

أم مع عمري الدامي 

أم مع شتائي وصيفي 

سهلي ورملي 

 ومكيال حصادي 

 

أم مع شمعة أوقدتها 

وأنا أعلم  أنها 

كالدمع نحو الريح 

تجف من حياتي 

هذي حروفي 

من حروف الطين 

من تفاصيل جسد عشتار 

من جلد إنكيدو المحترق 

تحت إنفجار الشمس 

ترسم ذاتي 

آه يا بعضا من همومي 

أه يا بعضا من دمي 

فأنا تراتيل 

الذنب والعقاب 

أنا المحراب والسراب
أنا الفرحة والعذاب
 

والرغيف الممزوج 

بالحصى والدم والتراب 

أنا وجع الضفتين 

والمصاب 

أنا العسل المر 

وما أمرّه من شراب 

بطعم دموع بلادي 

أنا أزمنة الوجع والرحيل

ليوم الدين 

والقيامة والحساب 

أنا غبار الكون 

والسؤال المرتجف

على شفة الجواب 

ياعري  قومي 

أنا لكم الثياب 

إقرأوا الإسراء 

في المحراب 

فهذي جداولي تنساب 

فيها النصر لاح 

وعد الله  بالنصر 

منزل في كتاب 

 

**** 

د.حسن نعيم إبراهيم

 

تعليقات