يوم خريفي للكاتبة والشاعرة السورية سمية جمعة

يوم خريفي للكاتبة والشاعرة  السورية سمية جمعة
يوم خريفي للكاتبة والشاعرة السورية سمية جمعة

 

يوم خريفي للكاتبة والشاعرة  السورية سمية جمعة

قالت : 

الحب لا يليق بمثلي،تلبدت السماء بالغيوم ،تراكمت عليها هموم الأمس و هي في طريقها للمعرض،خطواتها تميل يمينا و شمالا،عيون شاردة في قصص الأمس،كانت الوريقات الصفراء تثير دموعها و تحفزّها على البكاء،حدثت نفسها بشغف عاشقة للتواجد أمام مرآة روحها،قالت:

كم اشتقت لتلك الأماكن التي تعيد لي ذاكرة قد نسيتها من زمن،و طفولة كانت هناك في شوارع الأمس، ما بي ؟ مالي أحدث نفسي كمجنونة انعتقت من سلاسل سجّانّها أهو الوهم أم حديث الروح للروح،كان الضجيج يعلو المكان عندما دخلت باب المعرض، وقفت دقيقة تعيد ترتيب فوضى حواسها و هي الحائرة في ثياب قد اختارتها، هناك نظرت إلى اللوحات على الجدار، أثارت انتباهها لوحة لوجه شاب يضج حيوية و بيده سيجارة ، تساءلت: ترى كم من الوقت استغرق ذاك الرسام و هو يرسم تلك الملامح ؟ ترى كم من تنهيدة عبرت صدره؟

هل وجه هذا الشاب قصة عمر أم لحظات حب طافت في حياته؟

كل تلك التساؤولات مرت في خيالها و هي تحاول ترميم صورة أحمد في عقلها،

هل ما زال حيا،أم أن الحرب دمرته كما دمرّت كل حلم جميل؟

أحمد تلك اللوحة التي صاغها الزمن بألوان مشرقة،و ربيع دائم و لكن لم تدم 

تلك الفرحة فقد رحل أحمد و غاب دون معرفتها،و بقيت صورته المشرقة في خيالها. انتبهت فإذا بالرسام يقف بجانبها و يستنطقها عن سبب وقوفها هنا دون حركة

ّذرفت العيون دمع الندم، و هي تنظر للرسام بشغف محب لألوان الحياة ،كم تمنت 

لو كانت تلك اللوحة في ذاك المرسم العتيق،خارطة أيامها عجزت عن استضافة وطن 

كان لها ، كانت تود لو فتحت صندوق ذكرياتها و قصت عليه حكاية .. عشق شهرزاد 

للسهر ،كانت ستقول له بأنها كانت لا تريد للصباح أن يأتي و يبقى شهريار 

ذاك السيّاف  في حضرة الحب

و انتقلت للوحة الثانية ،كان الوجع باديا على وجهه،تجاعيد حفرت بعدد أيام الشقاء،

و عيون متطلّعّة ،هي لا تعرف إلى أين؟

طافت في أرجاء المعرض، فإذا بلوحة لوجه أنثى معلقة  على ناصية الطريق

كل الطرق مفتوحة و أقدامها ملتفة لا تعرف كيف تسير،هنا

رجعت للوراء، و قالت في نفسها ،هي أنا بذاك التردد الذي امتلكني و تركني 

في حيرة، كل الذين عبروا في حياتي و لم يعبروا، التفتت لليمين 

فإذا بالرسام يتبعها، و يسألها:

من أنت؟

هنا ترددت بالإجابة ،حقا من أنا؟

هل أنا تلك المنسية على أعتاب زمن؟

أم أنا من انتظرت القطار و جاء متأخرا و لم ألحق به،

لملمت شتات نفسها و أسرعت نحو الباب تاركة باب الأسئلة لرسام يمكن

 أن تلهمه لوحة و تكون هي الحياة.

سمية جمعة سورية

تعليقات