هذا هو عالم "فيسبوك" للكاتب حاتم علي
في عالم افتراضي كـ " Facebook " مجهول باقي النسب ، يجد الكثيرون أنَّ هذه المنصة هي المساحة المناسبة لإنتقاد الحكومة أو السلطة سواء تمثلت بأشخاص في موقع المسؤولية أو شخصيات اعتبارية تشكل مفاصل الدولة .
في هذا العالم الافتراضي يجد الكثير من المدمنين أن الانتقاد أو التشهير أو الشتائم هي انجاز بطولي يجعل ممن يمارس هذا السلوك شخصاً مركزياً ورقماً صعباً بدلالة عدد المتابعين له و المتفاعلين مع منشوراته "الإنتقادية" .
علينا أن نسأل سؤالا منطقياً :
هل نجح "Facebook" في تحويلنا الى قطيع افتراضي يوجهه حيث يريد ؟
الجواب : نعم
توطين نسبة كبيرة من المسجلين في هذا العالم الافتراضي واتاحة هذه المساحة من "الحرية الإفتراضية" ودعم منشورات محددة عبر تظهيرها بمساحة أكبر من غيرها سواء بعرضها على عدد أشخاص أكثر ، أو عرضها لمدة زمنية أكبر ، من الطبيعي أن يكون لها فرصة أكبر في حصد التفاعلات ، بالتالي ليس مضمون ما تم نشره هو من انتج الكمية الاكبر من التفاعل ، بل التدخل المباشر للمنصة نفسها والتي تتدخل تلقائيا بناءً على مضمون المنشور ، وكلما كان المضمون يخدم أهداف المنصة و توجهاتها، كلما كان التدخل الداعم للمنشور أكبر .
تصنف منصة "Facbook" الحسابات المسجلة فيها إلى شرائح حسب اهتمامات صاحب الحساب ، بالتالي ستعرض أي منشور ينتقد الحكومة مثلاً على حائط أشخاص من أصحاب نفس التوجه ، بالتالي سيحصد تفاعل أكبر .
نعم السيد "Facebook" يعرف اهتماماتنا وثقافتنا وتوجهنا الفكري وهو سيعرض علينا "مجموعات" و "صفحات" و "اشخاص" من نفس توجهنا الفكري للانضمام و المتابعة ، بالتالي هو يوطننا حيث يريد ويصنفنا كما يشاء .
الأخطر من ذلك أن أكثرنا يدرك هذه الحقيقة ويلمسها يوميا من خلال مايعرض عليه ، ومع ذلك نحن نتفاعل ايجابيا ونستجيب لهذا التوجه ، وقد يصل بعضنا إلى تصديق كل ما ينشر على هذه المنصة أكثر من أي وسيلة اعلامية أخرى ، و سيجعلنا نفقد الثقة بدولتنا و باعلامنا .. لالشيء فقط لاننا بتنا نثق باشخاص افتراضيين عمل "فيسبوك" على صناعة هذه الثقة المزيفة .
مثلا : كثيرون يثقون بما يقوله المدعو "نورحلب" ويصدقونه في كل مايقول ، ولا يريدون أن يعرفوا من هو هذا الشيء ومن وراءه وكم يتقاضى من الاجور المادية لقاء ماينشر !! ولن ينتقده أحد من هؤلاء !!..بالمقابل هؤلاء نفسهم مثلا لا يعرفون من هو "عماد فوزي الشعيبي" ولا تعنيهم منشوراته ذات القيمة بشيء !!
هنا أنا طرحت مثالاً من عشرات آلاف الأمثلة .
يقول الدكتور حسن الحسن : (من يفتقر إلى العقل التحليلي فليستخدم "فيسبوك" للحديث مع صديقاته واصدقاءه بالحب والغزل .. واتركوا السياسة والاقتصاد والعسكر لأهل الإختصاص)
للكاتب حاتم علي
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.