حبقُ اليقينِ / للشاعر/ حسن أحمد الفلاح / فلسطين
( ١٩ ) حبقُ اليقينِ
أنا لستُ بعلاً
كي أموتَ منَ الرّدى
قمرٌ تخضّبُهُ الطّفولةُ في المدارْ
لا يرتدي إلّا خصالَ الشّمسِ
كي يموتَ على الجدارْ
أأناخَتِ الأعرابُ خيلاً عندَ أسوارِ المدائنِ
فوقَ أكوانِ النّدى
كي يحملوا من جرحِنا سِللاً من الأحجارِ
مع رملِ البحارْ
يتهافتونَ على خمارِ عروسةٍ
كي يرحلوا من جوقةِ التّاريخِ
مع جمرِ المنافي في زنازينٍ
تحنّي من جذورِ الفجرِ أشواقاً
لجسمِ ةَ الأقمارِ من سحبٍ ونارْ
دخلَ الرّعاةُ إلى حضيرةِ بؤسهم
قتلوا براعمَ عشقِنا
في لوثَةٍ تسمو على الأنوارِ
من غضبِ الصّغارْ
وهنا تهدْهدُ أمّتي شمساً تغنّي للمدى
لِتَحُلَّ لغزَ الليلِ منْ عتمِ النّهارْ
كم يُرْسِلُونَ إلى صحاري عشقِنا
حِمَماً من البركانِ في لبدٍ تهزُّ الشّرقَ
من عقمِ الحوارْ
وتوارثوا عهرَ الخيانةِ مرّةً
عندَ انصهارِ الليلِ منْ سقمُ المسارْ
يتبلّغونَ الكَلْمَ من كتبِ المنافي أوّلاً
كي يرملوا للموتِ مع سحب الغبارْ
وهناكَ يرحلُ من فواجعِ أرضِنا
الإفرنجُ مع قِمَمٍ تحنّي
من دماءِ الأوّلينَ على ذرا الأوطانِ
أسرارَ البطولةِ والفخارْ
حملَ الرّماةُ سيوفَهمْ
وتترّسوا فوقَ الضّبابْ
والليلُ يحرسُهُ علوجُ القهرِ
من جمرالسّرابْ
لا شيءَ إلّاكَ يحنّي الفجرَ
يا طفلُ العروبةِ في ميادينِ الدّجى
كي تستردَّ النّورَ منْ هدْبِ السّحابْ
وهناكَ تنكسرُ سيوفُ الخانعينَ
على جماجمِنا التي تحيا على أسوارِها
أغصانُ عشقي من زلازيلِ اليبابْ
وجعٌ على أهدابِنا
يهدي إلى الأقدارِ أسرارَ التّرابْ
وهنا يحنّي العابرونَ إلى المدى
سِفْراً على لبنِ الحجارةِ
من تجاعيدِ الغيابْ
لا شيءَ ينمو فوقَ أسوارِ الجليلْ
إلّاكَ يابنَ الأكرمينْ
وهناكَ تُرسلُ من ضفافِ الارضِ
عِطرَ القبلتيْنْ
لتميدَ جدرانُ القبائلِ من خصالِ الشّمسِ
والقمرِ المبينْ
ذهبَ الرّعاةُ إلى جحيمِ كهوفِهم
كي تنتهي أوجاعُنا في موتِهم
نحيي مفاتنَ عشقِنا منِ لبِّ أنفاسِ السّنينْ
لا شيءَ يبقى مع ثوابتِ قهرِهم
إلّا نهودٌ من رياحينِ العروبةِ في الصّدى
كي تُرضعَ الأطفالَ من لبنِ الحنينْ
وقفوا على رملِ المنايا
مع تراتيلِ المصاحفِ يحرسونْ
موتاً لسكّانِ المدائنِ في لبادٍ
من قفارٍ ترتدي وجعَ السّنابلَ والمنونْ
وهناكَ جاريةٌ تغنّي فوقَ أعتابِ الفواجعِ
مع تهاويلِ العذارى في رمادِ الليلِ
من خرْمِ الحصونْ
ذهبوا بعيداً عن ملاذِ عروبتي يتهامسونْ
الموتُ يأكلُ من تجاعيدِ اللظى
كمداً ليحرسوا سورةَ الإسراءِ
كي تحيي من المعراجِ أسرارَ الأنينْ
وقفَتْ قوافلُهم هناكَ على جرودٍ من نجودٍ
ترتدي ثوباً منَ الأقصى على مهدِ القبائلِ
من سرابيلِ لصلدٍ الأرضِ من صخرٍ ولينْ
لن يستكينَ الفجرُ إلَا عندَما
تحيا رياحُ الشّرقِ من حبقٍ اليقينْ
شعر حسن أحمد الفلاح
فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.