البحرية الروسية وقصة الأسطول المرعب / بقلم وريشة / سلمى صوفاناتي / سوريا
البحرية الروسية وقصة الأسطول المرعب / بقلم وريشة / سلمى صوفاناتي / سوريا
بقلم وريشة :
سلمى صوفاناتي / سوريا
في عام ١٩١٦ وتحديدا خلال الحرب العالمية الاولى .. قررت الامبراطورية الروسية انشاء أسطول الشمال .. وبعد مرور عام واحد على انشائه .. تم تفكيكه واهماله بالكامل على اثر الثورة البلشفية .. وفي عام ١٩٣٣ عاد الاسطول على يد الاتحاد السوفيتي .. وذلك لتدعيم البحرية السوفيتية ..
بمواجهة امريكا في الحرب الباردة .. حيث شهد الأسطول حالة من التطور المستمر .. حيث وصل عدد الغواصات التي يديرها أكثر من ٢٠٠ غواصة .. بالاضافة للغواصات النووية .. وعلى رأس مهامها الدفاع عن البحار القطبية الشمالية .. اضافة الى الطرق البحرية .. الشمالية الغربية .. وفي عام ١٨٥٨ رفع اسطول الشمال راية البحرية السوفيتية .. على أول غواصة نووية في الدولة .. وفي عام ١٩٦٦ سجل الاسطول انجازا فريدا .. حيث نفذت غواصتان منه رحلة طولها ٢٥ الف ميل بحري حول العالم .. دون أن تطفو على سطح الماء ابدا .. كما نال الاسطول وسام اللواء الأحمر .. وعرف حينها رسميا .. باسم الاسطول الشمالي للراية الحمراء .. بقي الاسطول على ذلك الوضع حتى تفكك الاتحاد السوفيتي .. وحينها اعتقد الغرب أن الاسطول لم يعد خطر عليهم .. لكن الواقع كان مختلفا تماما . ففي ديسمبر من عام ١٩٩١ نقل قسم الطيران البحري الصاروخي .. وبحرب الكترونية .. من أسطول بحر البلقيق .. الى اسطول الشمال .. وبات يضم أبرز الأسلحة التكتيكية لروسيا الجديدة .. لكنه في الحقيقة : شهد بعض التخبط ب ٢٠١٤ اذ أسس بوتين الاستراتيجية المشتركة لاسطول الشمال .. ووضع القاعدة الرئيسية في سيفير ومورسك بمقاطعة مور مانسك .. واعاد هيكلته من جديد .. حيث بدأ يضم حوالي ثلث السفن البحرية الروسية العاملة بالطاقة النووية .. بالاضافة للجيش الجوي .. ٤٥ جيش الدفاع الجوي مع كونه المقر الرئيس لانظمة الحرب الالكترونية بسمرقند .. وتحكمه بجزء كبير من الأسلحة النووية التكتيكية المحمولة على الغواصات
كما تمتع الاسطول منذ عام ٢٠١٣ بفرقة للدفاع الجوي مسلحة بقاذفات ١ س ٤٠٠ وقد شاركت بقاذفات مجهمة مثالية بعد مدة .. ولكن السؤال الان .. لماذا يخشى الغرب من اسطول الشمال ؟
منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية .. شكل السلاح النووي الروسي .. حالة من القلق والخوف لدى الغرب من اقدام بوتين على استخدامه في أي لحظة .. ان كان في أوكرانيا أو خارجها .. لذلك يعد أي تحرك لذلك السلاح يظهر الخوف والقلق لدى الدول الغربية ..
تقرير الاستخبارات النرويجية الأخير أوضح أنه من المقرر بان يجري الاسطول النووي تدريبات روتينية ... وتدريبات لغواصاته في بحر برونتس .. لكن هناك .. لاتفسير أخر يقلق الغرب .. لأن التوقيت ذاته يثير القلق .. لدى الدوائر الاستخباراتية المؤيدة .. حيث مشهد الحرب الاوكرانية .. حالة من الحشد في الوقت الحالي من الطرفين. وسط جهود غربية مكثفة لتقديم الدعم العسكري اللازم .. لكنه مع زيارات متعددة لرؤساء الغرب الى أوكرانيا .. وحتى زيارة الرئيس الاوكراني لدول أوربية .. وأبرز تلك الزيارات كانت زيارة الرئيس الأمريكي جون بايدن لكييف في العشرين من فبراير والتي كانت بشكل غير معلن .. ولم تعلم بها وسائل الاعلام .. حتى وصل بايدن للعاصمة الاوكرانية .. وهي الزيارة التي وصفت بالتحدي الأمريكي لروسيا .. خصوصا مع اقتراب ذكرى انطلاق الحرب .. لذلك دب القلق لدى دول الغرب . بسبب الأسطول الشمالي .. فهل يكون ذلك الأسطول البوابة لانطلاق حرب النهاية . ؟!
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.