صباح الخير يا سيدي الخِضر! بقلم الإعلامية / فاطمة جيرودية

 صباح الخير يا سيدي الخِضر! بقلم الإعلامية / فاطمة جيرودية
صباح الخير يا سيدي الخِضر! بقلم الإعلامية / فاطمة جيرودية


صباح الخير يا سيدي الخِضر!


بقلم الإعلامية / فاطمة جيرودية

صباح الخير يا سيدي الخِضر! بقلم الإعلامية / فاطمة جيرودية


سيدي عظيمَ الكُنه... هلّا تكرّمتَ بفرشِ جسرِ الماءِ إليك؟!.. إنني لا أمشي على الماء ولكنّني أقدّسه!... 

ويخيّلُ إليّ أنّ موسى لو استطاع معك صبراً في ثلاث لكان مشى على الماء مثلَك!!


يخيّلُ إليّ يا سيّدي الحبيب أنّ من يقرأ الكلماتِ ليس كمن يتجلّدُ لكتابتها.. وأنّ من تُسكبِ الخلاصاتُ بين راحتيه ليس كمن تنكّبَ على عاتقه سلوكَ الدروب لقطفِها!


وأنّ... وأنّ.... عذرا سيدي العزيز.... إنّ سوءَ تخيّرِ الكلمات قد يوجبُ عقوبةَ فراقك!


كنتُ أظنّ طوال مرافقتي لدربِ سيدنا موسى معك بأنّ على موسى ببساطة وسهولة ألّا يجادلك... بعد أن أخطأ في الأولى ظننتُ أنّه في الثانيةِ لن يفشلَ على الإطلاق.. فكيفَ لأحدٍ في هذا الكون أن يفوّت على نفسِه صُحبتك؟!.. كانَ الأمرُ مخيفاً جدّاً بالنسبة لي وأنا طفلةٌ عندما تسرّبتِ الفرصةُ الثانية من بين راحتي سيّدنا موسى... كان الأمر يوجبُ البكاءَ ذعراً... أذكرُ جيّداً أنني تعهّدتُ أنّ ألقّنَ موسى في الثالثةِ أنّ عليه التزامَك!


سلكتُ معكما دروبَ الآياتِ على وجلٍ مهيب.. كان قلبي الصّغيرُ ينتفضُ رعباً والتجاءً من حرفٍ إلى حرف... علاماتُ نهاياتِ الآياتِ بأرقامِها كانت تعني لي أن خطوةً مرّت بسلام وعلى التاليةِ أن نحرُسَها بالدّعواتِ واليقين...... كيما.... ينجوَ موسى!!!!


سيّدي الخضر... أقسمُ لك بأنّني لم أكفّ عن تلاوة اليقينِ في أذن سيدنا موسى طوال الطريقِ إلى تلك الآية المخيفة!!.. كنتُ على يقينٍ بأنه يسمعني من بين ثنيّاتِ الحروف... بل أقسمُ لك يا سيدي العظيم بأنني مازلتُ حتى اليوم أقرأ السورة كما عندما قرأتُها طفلةً أول مرة... وأعيشُ ذاتَ الخوفِ وذاتَ اليقين... وأشعرُ أنّ اليقينَ الذي أبثّه على صورة الآياتِ يرافقُ موسى وسينقذه لينجو.. ثمّ فجأة تُدمي قلبي الثالثةُ الحاكمة:

هذا فراق بيني وبينك!!!!!


لم يكن يخرِجني من وحشةِ فراقك لسيدنا موسى سوى أن أعاهدِك.. بأنّني سأستطيع معك صبرا...!!


فإنني يا سيدي الخِضر... أحبّ هذي البلادَ كثيراً... أحبّ تينَها وزيتونَها.. أحبّ فقرَها وشقاءَها... أحبّ طرقاتِها التي تشقّقت ككعبَيْ أمّي اللذين ذوّبهما التّعبُ من أجلنا كي نكبُر.... 


يا سيّدي الخِضر... أعاهدك.. أنني سأستطيعُ معك صبرا... فإنني أحبّ هذي البلاد كثيراً... أحبّ أرضها التي جرت في بواطنها دماء الشهداء... وسماءها التي استظلّت بأرواحهم... وأحبّ يا سيّدي.. أحبّ وأقدّس الماء...


فهلّا تكرّمت... لا لتفرش لي جسرَ الماء إليك... بل لتزورَ أرضنا المقدسة.. فإننا ياسيدي استطعنا مع بلادنا صبرا... وبِتنا جميعا.... نمشي على الماء!!!


صباح الخير يا أبناء المحور... يا عيالَ السماء!!


تعليقات