قلب من زجاج .. بقلم الكاتبة الإعلامية سهير علي دوبا

 قلب من زجاج .. بقلم الكاتبة الإعلامية سهير علي دوبا

الكاتبة الإعلامية سهير علي دوبا

تقول ما بالك؟!!

أراك مثقله بالهموم وحزينه

قلت : "لا شيء"

وكم من آهٍ في هذه اللا شيء يا أمي

‏أيها اللا شيء الثقيل

من أخبرك أن صدري متين

وأن ظهري من همومه لا يلين

من أخبرك أن روحي لا تريد أن تستكين

وأن قلبي لا يُكسر كوعاء طين

لقد كبرت يا أمي

ووصلت لمرحلة نضج مؤلمه

لقد نضجت حتى أكلتني الذئاب في كمين

وهذا النضج واﻹدراك يا أمي 

مؤذي...مؤذي للغاية ومهين

هذا ‏النضج يشبه أن تنتزعك الحياة

من حضن أمك اﻷمين

و تلقي بك في بحر من الغرباء

لتغرق مرة تلو مرة

حتى تدرك أنك وحدك

فتشعر بالحزن والحنين

ولا شيئ يواسيني يا أمي سوى كتاباتي

وكل حرف فيها ينزف ألماً

فأحاول بأشعاري التلوين

لكن على ذات اللحن أدندن كل ليلة

فتجعلني أبيت مع اﻷنين

الذي أصبح وأمسى يرافقني

حتى شعرت أني لست من الصالحين

الناس يا أمي في هذه اﻷيام

يملكون وجهين

ويملكون في جوفهم قلبين

فلا أعلم باطنهم

ولا أعلم ما يكيدون

وأنا لا زلت طفلتك المسكينة

الذي تفرحها أبسط اﻷشياء

ولا تعلم خبث هؤلاء المستذئبين

طفلة تتصرف بعفوية مفرطة

تفرح من ابتسامة عابرة

وتنتظر الفرح بأن يطرق بابها

حتى أصبح بإنتظارها سجين

وباتت تحدث نفسها كالمجانين

تبحث في رأسها عن سبب مقنع

لهذا الحقد الدفين

ومن من؟

من العزيزين!!!

حقد بلا سبب

الذنب الوحيد

أن لي قلب هش كالزجاج

يُكسَر كل حين

حتى تحول لحطام

فلا يُجبر ولا يَبرأ

سوى بوجودك

وبدعواتك التي لا تغيب

التي تُفرِح قلبي الحزين

وتنتشله من كل هذا الخراب

فيزهر هذا القلب

ورداً جورياً وياسمين