العرافون ... تُجّار الوهم في زمن القلق

 العرافون ... تُجّار الوهم في زمن القلق
العرافون ... تُجّار الوهم في زمن القلق

 العرافون ... تُجّار الوهم في زمن القلق

العرافون ... تُجّار الوهم في زمن القلق

في زمنٍ يزدحم بالخوف والانتظار، يطلّ العرّافون من خلف فناجين القهوة وأوراق التاروت، مدّعين امتلاك مفاتيح الغيب. يقتنصون قلق الناس وضعفهم، فيحوّلون الخرافة إلى تجارةٍ مزدهرة، والكذب إلى مهنةٍ تتغذى على الخوف.


يتفنّن هؤلاء في قراءة الملامح ونبرات الصوت أكثر مما يقرؤون المستقبل. يراقبون القلوب المرتجفة، ثم يلقون كلماتٍ غامضة تشبه الشعر، لتبدو وكأنها وحيٌ سماوي. الحقيقة أنهم لا يعرفون شيئاً سوى ما يبوح به القلق في العيون. ومع ذلك، يجدون من يصدّقهم ويمنحهم مالاً وثقةً وأملاً كاذباً.


العرافون لا يملكون علماً، بل يستغلون فراغ الإيمان. فهم يتغذّون على ضعف الناس حين تضيق بهم الحياة، فيبيعون الوهم تحت عناوين براقة: “نقرأ مستقبلك”، “نفسّر قدرك”، “نكشف المجهول”. والمجهول في الحقيقة لا يُكشف إلا بإذن الله، قال تعالى: «قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله».


الخطير في الأمر أن بعض العرافين أصبحوا مؤثرين في الرأي والسلوك، إذ صار الناس يستشيرونهم قبل اتخاذ قراراتٍ مصيرية. هكذا يتحول الكذب إلى سلطةٍ ناعمة تتحكم بالعقول، وتستبدل الإيمان بالظنّ، واليقين بالخرافة.


إنّ من يثق بعرافٍ، يمنح الوهم فرصة ليقوده. أما من يثق بالله، فيمشي بثباتٍ نحو غده دون خوفٍ ولا زيف. فالغيب لا يُرى في فنجان، ولا يُقرأ في ورقة، بل يُكتب بالعمل والصبر والإيمان.


ريما فارس


تعليقات