لبنان يستقبل البابا… فيما إسرائيل تواصل اعتداءاتها بقلم الإعلامية ريما فارس
لبنان يستقبل البابا… فيما إسرائيل تواصل اعتداءاتها
بقلم الإعلامية ريما فارستأتي زيارة البابا إلى لبنان فيما تواصل إسرائيل عدوانها بلا ضوابط، مرتكبةً يوميًا ما يشبه “الاختراق الممنهج” لأمن لبنان وسيادته. فالبلد الذي يستقبل رأس الكنيسة الكاثوليكية بسلام، يستقبل في المقابل من إسرائيل قذائف واعتداءات وانتهاكات تمتد من الجنوب إلى الضاحية إلى البقاع، وسط صمت دولي يراكم المظلومية ولا يرفعها.
وفي هذا السياق، لا يمكن قراءة أي زيارة بمعزل عن حقيقة أن لبنان يعيش تحت ضغط عدوان مستمر. فالناس في الجنوب يدفعون ثمنًا يوميًا من بيوتهم وأرزاقهم، والضاحية تُستهدف أمنيًا وإعلاميًا، والبقاع يعيش على خط النار، بينما يطالب العالم اللبنانيين بـ"الهدوء" ويغضّ النظر عن الجهة الوحيدة التي تُمارس الاعتداء المتواصل: إسرائيل.
المقاومة ليست “مكوّنًا سياسيًا” يتنافس مع أحد، ولا مشروعًا داخليًا ينازع الدولة؛ إنها موجودة لأن العدو موجود، ولأن لبنان على حدوده وفي قلب مناطقه يتلقى اعتداءات مستمرة. المظلومية التي يعيشها اللبنانيون اليوم ليست أوهامًا ولا دعاية، بل مشاهد دم وركام وبيوت مدمّرة تختبرها قرى الجنوب يوميًا، وتختبرها الضاحية في أي لحظة، ويدفع ثمنها أهل البقاع الذين يعيشون على خط الاستهداف منذ سنوات.
وبيئة حزب الله تحديدًا تعرف أن الزيارة ليست مصدر قلق؛ فهواجس الناس لا تأتي من الخارج، بل من الداخل الذي يعتبر البعض فيه أن من “حق” إسرائيل أن تؤمّن حدودها عبر نزع سلاح المقاومة، بينما يُطلب من اللبنانيين الرضوخ للعدوان والسكوت عنه.
أما على المستوى الدولي، فيمكن للبابا بما يمثّله من وزن روحي وأخلاقي أن يرفع الصوت حيث يعجز اللبنانيون عن الوصول: أن يشرح للعالم حجم المظلومية الواقعة على لبنان، وأن يضع على الطاولة حقيقة أن هذا البلد الصغير يتعرّض لعدوان دائم من دولة قائمة على الاحتلال. وأن يُسمع الدول الكبرى أن لبنان ليس ساحة نزاع، بل وطن يحمي نفسه بما استطاع، وأن المقاومة تقوم بدورها الطبيعي في حماية الناس لا في تهديدهم.
وهكذا تصبح الزيارة فرصة للبنان ليقول للعالم:
لسنا طرفًا في صراع عبثي، بل شعب يتعرّض لاعتداءات، ومقاومة تحميه، ودولة تحتاج إلى دعم حقيقي لا إلى كلمات تضامن فضفاضة.
وفي النهاية، يبقى السؤال الذي لا يجرؤ الكثيرون على طرحه:
هل سيستغلّ أحد زيارة البابا للمساس بسلاح المقاومة فيما يعاني لبنان يوميًا من عدوان مصدره الاحتلال؟
أم أن التفكير بنزع السلاح قبل نزع العدوان هو دعوة مفتوحة لانفجار كبير قد لا تبقى معه أيّ معادلة قائمة في المنطقة؟
ريما فارس

تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.