صرخة صمت / للشاعرين / د.حسن نعيم إبراهيم / أ. ملكة شفيق الأسد
صرخت صمت
د.حسن نعيم إبراهيم
أ.ملكة شفيق الأسد
(حسن)
يطوف الحزن على جدار الصمت
يطوف الصمت على جدار الحزن
يطوف على سطح بحاري
يستنذف الدمع والدم
أستنشقه أتوحد به
يستعمرني
كظلي وأينما سرت يسير
في ظلمة الدرب العسير
وكلما أتمزق يجمع أشلائي
يحاصرني .. يكبلني .. يحرقني
ومن ثم يجمع رمادي
ويعيدني لسيرتي الأولى
يسبقني في وريدي
يرقص لهذياني
خالد في اللازمن
ليعلن أن ذبولي قدرا محتوما
وفصولا لحكاية لاتنتهي كاسطورة
وأنا في بحور الصمت أصرخ
تُرى من يعي وجودي
من يتركني لأدون آخر آيات نبضي
من ذا الذي يسمعني
من ذا الذي يسمع آهاتي
هنا تنتحر العقارب وأنا من برجها
وتيأس العصافير
وقد كنت حسونها ومن نسلها
هنا تأكل الشمس بعضها
أيمكنكم أن تخاطبوا الحجارة
أنا خاطبتها
أيمكنكم أن تتلمسوا السماء
أنا لمستها
تتشابه الأشياء حولي
وتلك الأرصفة
وتلك الأدمغة المفخخة
وذاك الضجيج وحزن المدينة المتعبة
وهذا الليل القادم وحيدا حزينا
كأنه شبح في ملحفة
أريد أن أعود لطفولتي
أريد أن أعود لغرفتي
أريد أن أغني
من قاسيون تطل ياوطني
أريد أن أصنع طوقا من الياسمين لحبيبتي
هناك شارع طويل
في الحمراء
إقترب مني دخلني إخترقني
وسرق مني أحلامي
فالتصقت بسماء المدينة
كالكهولة كالفراغ
كالضباب كالسراب
ماذا يعني أن تكون كل النجوم
حولي وفي سمائي
وأشعر بالضياع
يغنيني ناي حزين
هنا أقف بعيدا عن صورتي
عن روحي عن نفسي عن جسدي
عند وطني
رياح هبت من بلاد المجهول
إنقضت على بلدي
على تقويمي على تاريخي
على كتبي على لعبي
ورقصت كالنار .. كالدخان
مزقت قلبي ولا أدري
في أي مقبرة دفنته
نوافذي يتيمة أبوابي حزينة
ولاحصاد ولا نور ولا وقود
أي جبن بشري يحاصرني
هنا وهناك
وأي ديدان قذرة
تعيش اليوم في هذا الكون
يهرجون ويضحكون
وللتطبيع يتسابقون في جنون
لعين من لا يلعن من سرق الحلم
لذلك أُعلن
أننا سكان هذا الكوكب المظلوم
نطالب بحافلات تقل بقايانا البشرية
إلى مدن الظلام والموت الأبدي
ومزيدا من الكوارث الكونية
كي نرقص على إيقاع مزامير الموت
لأننا نسينا الرقص كالفراشات مع الريح
نسينا البهجة وفرحة العيد
نسينا كيف نضحك كالنسيم
فلنمت موت الكريم
وليسدل الستار
فدعوا آلامي تتحدث
ودعوني مع الموت أصلي
وأرتل ترانيم عطر الوجع
وأبحث عني
أبحث عنكم
لكن رجاءً
من يجد إنسانا تائها فليعده إلي
أو يعده إلى نفسه
(ملكة)
أطلّ خجولاً يأساً
منكسر الخاطر والدمع بعينيه
أطلّ بجعبته الفارغة
الإ من الحزن والحرمان
وقلة الحيلة
غصة تخنق حروفه
وتدمع أساريره
أطلّ بإطلالة لاتشبهه
اطلاقاً كما اعتدنا عليه
أطل بهموم العالم
فوق تقاسيم حروفه
أطل وصرخة تعبر عباب البحر
لترسوا بشاطئ الحرمان
ليقول لنا
سامحوني أنا لست أنا
بأي حال عدت ياعيد
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.