الإضاءة الاصطناعية يجب أن تكون أكثر فائدة للناس

الإضاءة الاصطناعية يجب أن تكون أكثر فائدة للناس
الإضاءة الاصطناعية يجب أن تكون أكثر فائدة للناس



كما هو معروف للضوء تأثير كبير وخطير في الإيقاع البيولوجي لجسم الإنسان وفي حياته بصورة عامة. وهذا يشمل الضوء الاصطناعي أيضا.
وتشير مجلة PLOS Biology، إلى أن نمط الحياة الحالي مع التعرض بصورة مستمرة للضوء الكهربائي، بما فيها إضاءة الشوارع وشاشات الأجهزة المختلفة، وقلة ضوء الشمس الطبيعي، يمكن أن يسبب اضطراب النوم، ويؤثر سلبًا في الصحة والإنتاجية.

فكيف نجعل الجميع يشعرون بالراحة في هذا الواقع الجديد؟

ووفقا للعلماء، حان الوقت لإلقاء نظرة فاحصة على جودة وفوائد الإضاءة الاصطناعية واعتماد معايير موحدة، بشأن مستوى الإضاءة في النهار والليل، لدعم الإيقاع البيولوجي وجودة النوم والنشاط نهارا.

وقد جمع الباحثون مجموعة دولية من الخبراء من أجل الاتفاق على التوصيات الأولية الأساسية حول الإضاءة في النهار والمساء والليل.

وهذه التوصيات، عبارة عن تعليمات وإرشادات لتقنية الإضاءة والصناعات الكهربائية من أجل خلق فضاء ضوئي ملائم في أماكن العمل والمباني العامة والمنازل.

و السؤال الرئيسي الذي أراد العلماء الإجابة عنه في هذه الدراسة هو: كيف نقيس بشكل صحيح درجة تأثير أنواع مختلفة من الإضاءة في إيقاعات أجسامنا، بما في ذلك أثناء النوم واليقظة؟

وكما هو معروف يؤثر الضوء في هذه الإيقاعات من خلال صبغة الميلانوبسين الحساسة للضوء، الموجودة في الخلايا العقدية الخاصة في العين.

وتختلف صبغة الميلانوبسين عن الصبغات الموجودة في خلايا الشبكية المسماة القضبان والمخاريط (رودوبسين واليودوبسين)، التي بفضلها يمكننا رؤية ألوان عالية الجودة. فالعصي حساسة للجزء الأخضر الزمردي من الطيف المرئي، والأنواع المختلفة من المخاريط حساسة لألوان البنفسجي والأزرق والأخضر والأصفر والأحمر من الطيف.

وتعتمد طرق قياس الضوء التقليدية على مدى جودة عمل العصي والمخاريط - أي على مدى قدرتنا على رؤية الأشياء من حولنا.

وصبغة الميلانوبسين هي الأكثر حساسية للضوء في الجزء الأزرق الغامق من الطيف المرئي. و تحدد التحكم في الضوء في إيقاعات الساعة البيولوجية، وأبرز مظاهرها هي النوم واليقظة (وبصورة مبسطة: رغبتنا في النوم والإنتاجية مثل النعاس أثناء النهار). لذلك ، استخدم في الإرشادات الجديدة، معيار قياس الإضاءة المطور حديثًا بناءً على خاصية فريدة: المكافئ الميلاني لضوء النهار.

ووفقا للباحثين، سيسمح النهج الجديد بالتنبؤ بتأثير الضوء في فسيولوجيا جسم الإنسان وإيقاعه البيولوجي. أي يمكن أن يصبح أساسا لتوصيات ذات صلة بالصحة، يمكن تطبيقها على نطاق واسع. ويجب أن تلي ذلك إضافة التوصيات في الإرشادات الرسمية للإضاءة، لأنها حاليا تركز على متطلبات الرؤية وليس على تأثير الإضاءة في صحة وراحة الناس.

المصدر: فيستي. رو

وفي خبر يتعلق بالموضوع
* - هناك  دراسة جديدة تكشف لماذا ينبغي إطفاء الأنوار ليلا أثناء النوم!

وجدت دراسة جديدة نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences، أن النوم في الظلام قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.


ووجد الباحثون أن التعرض للإضاءة العلوية أثناء النوم ليلا، مقارنة بالنوم في غرفة مضاءة بشكل خافت، يضر بوظيفة القلب أثناء النوم ويؤثر على مدى استجابة الجسم للأنسولين في صباح اليوم التالي. واقترحوا أنه من المهم أن يتجنب الناس أو يقللوا من كمية التعرض للضوء أثناء النوم، وأنه إذا كان الناس قادرين على رؤية الأشياء جيدا، فمن المحتمل أن تكون خفيفة للغاية.


ووجدت الدراسة أنه عند تعرض الجسم لمزيد من الضوء أثناء النوم، يكون في حالة يقظة، مع ارتفاع معدل ضربات القلب وعدم قدرة الجسم على الراحة بشكل صحيح.


ووفقا للعلماء، لا ينبغي على الأشخاص تشغيل الأضواء، ولكن إذا احتاجوا إلى بعض الإضاءة - على سبيل المثال، من أجل سلامة كبار السن - فيجب أن يكون ضوءا خافتا أقرب إلى الأرض. واللون مهم أيضا، حيث يكون اللون الكهرماني أو الضوء الأحمر/البرتقالي أقل تحفيزا للدماغ.

واقترح الخبراء ضرورة إبقاء الضوء الأبيض أو الأزرق بعيدا. وأضافوا أن ستائر التعتيم أو أقنعة العين تعد خيارا جيدا إذا تعذر التحكم في الإضاءة الخارجية.


واختبر الباحثون تأثير النوم مع إضاءة علوية معتدلة مقارنة بالإضاءة الخافتة في ليلة واحدة.


ووفقا للدراسة، تسبب التعرض المعتدل للضوء في دخول الجسم في حالة تأهب أعلى. وفي هذه الحالة، يزداد معدل ضربات القلب، وكذلك القوة التي ينقبض بها القلب ومعدل سرعة توصيل الدم إلى الأوعية الدموية لتدفق الدم المؤكسج.


وقال كبير معدي الدراسة الدكتور فيليس زي، رئيس طب النوم في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرغ في أمريكا: "هذه النتائج مهمة، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المجتمعات الحديثة حيث ينتشر التعرض للضوء الليلي الداخلي والخارجي بشكل متزايد. وتظهر نتائج هذه الدراسة أن التعرض لليلة واحدة فقط لإضاءة الغرفة المعتدلة أثناء النوم يمكن أن يضعف الجلوكوز وتنظيم القلب والأوعية الدموية، وهي عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكري ومتلازمة التمثيل الغذائي".


وأضافت الدكتورة دانييلا غريمالدي، وهي معدة مشاركة وأستاذة أبحاث مساعدة في علم الأعصاب في جامعة نورث وسترن: "أظهرنا زيادة معدل ضربات قلبك عندما تنام في غرفة مضاءة بشكل معتدل. وعلى الرغم من أنك نائم، يتم تنشيط نظامك العصبي اللاإرادي. هذا أمر سيء. وعادة، يكون معدل ضربات قلبك مع مؤشرات القلب والأوعية الدموية الأخرى أقل في الليل وأعلى أثناء النهار".


ولم يكن الأشخاص في الدراسة على دراية بالتغيرات البيولوجية في أجسادهم في الليل.


وإذا كنت تواجه صعوبة في النوم، فإن روتين وقت النوم المنتظم سيساعدك على الاسترخاء والاستعداد للنوم.


المصدر: إكسبريس


تعليقات