طبع الورى للشاعرة انفراز حورية / سوريا

بعضُ السنينِ تأخّرتْ عن موعدي 

جَعَلَت فصولَ الشّعرِ بوحَ تجلّدي

بأناملي قلمٌ إذا ناديتُهُ

رُوِيَت به الصلداءُ قرب الموردِ 

فإذا ارتمى متنَ البَنانِ لغايةٍ

شَهدَتْ له الأقلامُ بالزهرِ النّدي

هو بارعٌ بالوصفِ إن يسعى إلى

قولِ الحقيقةِ في فناءِ المعهدِ

طبعُ الورى قد غيّرته مصالحٌ

لمّا علمتُ بفعلِهِمْ لم أرقدِ

إني شهدتُ الغدر في بسماتِهِمْ

لعِباً بها كذْبٌ يروحُ ويغتدي

طوراً مجاهرةً وطوراً غفلةً

كم قاتلٍ بغرارِ كيدٍ مغمَدِ 

فبدأت أرعى كلّ نجمٍ ساهرٍ

وكأنّ قلبي فوقَ جمرِ الموقِدِ

ما بالُ ذاك القلبُ صرًخ حائراً

وبدا  يرفّ على جناحِ الأسوَدِ

أخذَتْ نجومُ الليلِ تبدو تارةً

تخفي الهموم كطائرٍ متردّدِ

يا أخوةَ الإخلاصِ ياعطرَ الهوى

لا تركنّن إلى الغواةِ الحسّدِ 

فخذوا النصيحةَ من رشادِ مجرّبِ

كونوا لهمْ مثلَ الأراقمِ للصَدي

هذا كلامي في المسامعِ وقعُهُ

يصغي إليه كلّ راعٍ مرشدِ 

ولقد سألتُ النّجمَ عن أهلِ الوفا 

فتشابكتْ نُجُمُ السّما بالفرقَدِ

فكفاكَ علمٌ بالأمور فليس مَن

سلكَ السبيلَ كجاهلٍ لم يهتدِ

هيهاتَ يا طيرَ الصّبا تشدو لهمْ

أسفي على مَن سافَ وقتَ الموعدِ 

لو تنشد التاريخ مَنْ أهلي؟ هُمو

أهلُ القِرى وشعارُ أهلِ السّؤددِ

                       انفراز حورية ٦ / ٥ /٢٠٢٢