الإعلام بين التكنولوجيا والإيديولوجيا / للكاتبة / دكتورة ندى عرب / سوريا
أهم وأخطر مشاكلنا أن الغرب يريد أن ينقل لنا تجربته التاريخية بشكل معكوس ، فهم حققوا كل شيء ثم طبقوا الديمقراطية في مجتمعاتهم
ويريدون لنا أن نطبق الديمقراطيةأولا" كي نحقق كل شيء حسب زعمهم ....
إن تجارب التحول الديمقراطي في العالم تثبت صحة نظرية التدرجية في نشأةالديمقراطيةالتي يجب أن تسبقها شروط معينة
الدول في العالم نوعان :
دول تحركها التكنولوجيا ودول تحركهاالإيديولوجيا
ومجتمعاتنا تحركها الإيديولوجيا لهذا يتوجب علينا
أن نتحرك في مختلف المنابر والساحات الافتراضية
لنقدم وجهة نظرنا ليسمعها كل العالم
وهذه مهمةالنخبة الأكاديمية المثقفةوخاصة في مجال التحليل السياسي والرؤى الاستراتيجية
فمانحتاجه هو مثاقفة مشكلاتنا السياسية لاتسييس مشكلاتنا الثقافية كماهي حالنا الآن ...
فمع ظهورالإعلام البديل وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد المعلومةتنقل فقط بل أصبحت تصنع....
لذلك أقول لمن ينتقد التضييق على حريةالرأي كوسيلةللتعبير أن- التوسع المفرط في حريةالرأي لمن لارأي له أساسا" بسبب افتقاده للغة العقل والمنطق وانسياقه وراء انتماءاته الضيقة وولاءاته الغريزية- خطر على نمو البلاد
فالمواقف الوطنيةليست خاضعة لحريةالرأي بل تضع من لايتفهمها في كفةالخيانة أحيانا"
وخير مثال (شاهد العيان) الذي امتلك مهارة الكذب ومهارة التقنيات فضاعت بوصلةالحقيقةالوطنية
لذلك نجد مواقفنا السياسيةوالتحليلية معرضة للتشويش إذا ما امتلكنا الأدوات المنهجيةوالمنطقية
الكثير وقع ضحيةالإعلام الذي خاطب غرائزالجمهور
مع وجود مراكز دراسات وأبحاث باتت تصنع الخبر صناعةتجسد سياسات حكوميةمحددة وتنفذ خطط مموليهم
فالغرب يصنع قضايانا وخلافاتنا ويتركنا مشغولين بتحليل نظرياتهم وقضاياهم
هكذا إعلامنا الآن ....
مانحتاجه اليوم :
التفكيرالاستراتيجي الذي يبدع في إيجاد حلول المشكلات وليس التفكيرالعاطفي السطحي الذي يبدع في وصف المشكلات والتشهيربها على شاشات التلفزةوبرامج التحليل وصفحات الفيس
ماتحتاجه اليوم ألا تجعل صفحتك أوعية للردح والصدح والتشهير عندما تتم تعريتك
فالجميع قادر أن يأخذ موقعك بالكتابة لكن الترفع عن السخافة والسطحية سمة من سمات المثقف الحضاري .....
اجعلو الوطن هم الكتابة أولا".........
شعب تحركه الإيديولوجيا لاتكنولوجيا شعب فاشل
د. ندى عرب
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.