بين السماء والأرض / للشاعرة / هيفاء شاكر نصري / سوريا
لم تكن المسافة بيننا آمنة
لذلك اخترتُ الصمت والابتعاد
لستُ ممن يقنعون بكلمة تأتي مع موج البحر في مساءات الخريف
ولستُ ممن يقفون على مفترق طرق ينتظرون الغيث
كان حبك وهماً كالماء فوق الخرائط
حتى تلك الحدود المصطنعة
التي رسمتَها بيننا
لم تكن خطوطاً قابلة للتجاوز
وأنا أحب المغامرة
أيها الساكن كالموت يترقب ضحيته
أنا كلّي حياة ..وموتي لا بد أن يُحدِثَ ضجيجا كصاعقة ...
لا بد أن يومضَ كالبرق
فلا تقل كيف نلتقي
وما بين السماء والأرض ذلك الفراغ ...
فقد انهمرتُ على حياتك كالمطر كي أصلَ إليك
كنت أهطل كالثلج كي أصل إليك
كنت أشرقُ كل يوم حتى أزهرَ العالم من حولك لكنّك بقيت ذابلاً
كنت أضيء كل ليلة فأنيرُ كل الدروب
لكنّ دربَك ظلَّ معتِماً
كنت اخترع ظواهر كونية
لألغيَ الفراغ بيننا ،كما بين السماء والأرض
لكنك اخترت التشبث بالملل
واكتفيت بالتمني
قد كنتَ كلي...
يا من حلمتَ أن تكون بعضاً مني
فليس ذنبي أني كنتُ لديك
لكنكَ تُهتَ عني
هيفاء نصري/ سورية
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.