كان يمكن / للشاعر د.حسن نعيم إبراهيم / سوريا

كان يمكن / للشاعر د.حسن نعيم إبراهيم / سوريا
كان يمكن / للشاعر د.حسن نعيم إبراهيم / سوريا

 من سلسلة هان الود

كان يمكن / للشاعر د.حسن نعيم إبراهيم / سوريا


كان يمكن
كان يمكن أن أُولد من غزالة
بين عشب
حول قبر امرأة
كان يمكن
أن أرضع من ثدي حوت
وأمتطي ديناصورا
وأخطف من خلف
خمس محيطات
دموع عروس
كان يمكن
أن أهاجر كطائر الفصول
وأنسى الفتاة التي قبلتني
تحت القنطرة
ثم أنسى دما سال من شفاهها
والأن في مقبرة
وحده يدري
أن جميع نساء الليل قبلوني
وهنّ يحملنّ مناديل دماء
ويلوحنّ بثياب
لعروس ماتت في رحم الليل
وحده يدري
أني كنت أحمل نهدين من الطين
وضفائر من قبرجبلي أبيض
وعظام عروس
أكلتها ذئاب الليل
وحده يدري
أني جمعت جميع نساء الليل يوما
في غابة لا شرقية ولا غربية
وأسرجت لهنّ أحصنة
برونزية
وصنعت لهنّ سيوفا
من خيوط العناكب
ووضعت لهن خرائط
من ورق التين
وورق التيه وسحرتهنّ
بتعويذة تعلمتها
عندما كنت جنيا
أسبح في رحم بركان
وحده يدري
أني علقتهنّ من شعورهنّ
عند مطلع الشمس
على أبواب الدنيا السبع
ومارست معهنّ شتى فصول
العشق والجنون
وحده يدري
أني بعت جميع نساء الكون
بحفنة من تراب قبر جبلي
مهجور
وفي لحظة ثورة هذياني
وجنوني
بزغت لي حورية
من وراء العالم السماوي
من خلف السرمد الكوني
ولأول مرة
شعرت برعشة في الصدر
وخفقة تعزف في القلب
لحن حب
وحده يدري
أن عشتار لما رأتها
زاغ بصرها
وسجدت
وإيزيس غارت واندهشت
وأعلنت الطاعة والولاء
حتى العصافير رقصت
غنت على أفنانها
وهدأت الرعود
وأعلنت السماء الصفاء
وحده يدري
أني أسرجت لها عيوني
منارة
واشعلت قلبي بركان حب
هادر يعزف على أحلى قيثارة
ويسكن الليل
وتبدأ رحلة الحياة
بميلاد جديد
ويبدأ الرقص الغجري المجنون
تمد يدها لتعانق يدي
ترقص على إيقاع قلبي
تتلوى كأفعى
تلف وتدور
كاللؤلؤ المنثور
كأنها الأقمار
حول كواكبها
ونشتعل كبركان ثائر
تتلون أفكاري
يختلط الأمر
أهي رائحة الرقص
أم رائحة العسل
في جسد الورود
أم عبق دم الزمكان الذي
يصهل في الشرايين
ونغيب في دجى
الليل العميق
وحوريات الموانئ
يشتعلّن غيرة وحسدا
من همساتنا
من نبضاتنا
من شفاه تقطر حبا
تقطر جمرا
يُذيب الجليد
وكإنتفاضة الحمام
عند ذبحه
تصرخ ترتعش أنفاسي
معلنة
أني وجدت أرضي
سمائي , زماني , ووطني
عندها أطلب من التاريخ
التوقف
فما أجمل الحياة المتبقية
من زمن الأرض
كرعشة الولادة
آه ما أجمل الموت بين ذراعيها
وهي ترفع يديها لتتوجني
ملكا لكل العصور
وتسلمني عرش جسدها
قلبها ونبضها
بكل سكينة وهدوء
آه كم كان زوربا محقا
عندما قال
بأن الموت والرقص
أروع مافي الوجود
لكن ياحسرتي لم تكتمل فرحتي
فعفريت الوقت بعقربه
خرج من سكه
ليقول هاميس عودي الى آتون
فـــ تغيب كلمح البصر
وكأن ثقبا أسودا إبتلعها
وتتحول إلى ذكرى
وشبح وجود
وأنا يغشاني الذهول
وهي لازالت
تتلون في ذاكرتي
ترسم سر الموت وسر الخلود
فشكرا لك ياسيدة
الأقمار السوداء
لقتلي ألف مرة
لذبحي ألف مرة
أما تلك الحوريات
وتلك الجنيات وتلك الإنســـــــيات فَكنَّ
مابين دهشة وشماتة وسؤال وفضول
مسكين قلبي
مسكين حبي
مسكين دربي
سأعود لسيرتي الأولى
بألف غصة وغصة
وألف لوعة ولوعة
وألف ليلة وليلة
ويدرك ديك الجن الصباح
لأعود لهذياني
بين المعقول والا معقول
د.حسن نعيم إبراهيم


تعليقات