قراءه لوحة ضي القناديل للفنان عماد المقداد / بقلم الكاتبه لمى المقداد

 قراءه لوحة ضي القناديل للفنان عماد المقداد / بقلم الكاتبه لمى المقداد
قراءه لوحة ضي القناديل للفنان عماد المقداد / بقلم الكاتبه لمى المقداد

 قراءه لوحة ضي القناديل للفنان عماد المقداد / بقلم الكاتبه لمى المقداد

قراءه لوحة ضي القناديل للفنان عماد المقداد / بقلم الكاتبه لمى المقداد

دائما الوحات تحكي قصة  ولكل لوحة نقد وتحليل ونالت لوحة القناديل للفنان عماد المقداد نصيبا منها  حيث تناولتها  الكاتبة لمى المقداد بتحليلها ونقدها البناء 

من الرسالة التي حملها الفن التشكيلي اكبر من مجرد لغة تواصل بين الشعوب ، وأرشفة مورثاتها عبر الحقبات الزمنيه ،ليست مجرد اغواء ذوقي إنما استفزاز خيال المتذوق واحياء أفكاره وإعادة بناء معالمه وصياغة حواسه وكل ما ذكرته يتجسد في لوحة ( ضي القناديل ) للفنان السوري عماد المقداد وعبرت هذه  اللوحة بمنظوري الشخصي: تعتبر امتداد فني لكلمات الفنان الراحل  محمد عبد الوهاب التي كتبها  أثناء رحلته على متن سفينه اسبيريا ورفضت الفنانة فيروز غناءها ليرد عليها بقوله : ( أن المطربه الحقيقيه لا تقدم الاغنيه بل تمثلها ولا تعيش فصول حكايتها والكثير من المطربات يقلن مالا يفعلن ويصورن ببراعة الصوت ما يريد الشاعر قوله ) وأرشفة الكلمات بلوحات امتداد فني يؤكده لنا رضوان شوشية بقوله : أن الفن التشكيلي فيروس العالم الجمالي يغمر الاشياء بطاقه الطبيعه ومخاضها وقراءه اللوحة لا تقل عن قراءة الفنجان من حيث رموزها وانعكاساتها  وقد يكون البعد الفني لهذه اللوحة لا يعتمد على المنظور العام بمقدار اعتماده على مخزون الإيحاء فعندما غنى الفنان محمد عبد الوهاب ( يا شارع الضباب ) نجد أن الفنان المقداد لم يختر للضباب في لوحته سوى اللون الازرق ولم يعتمد اللون الرمادي من الممكن أنه كان يحاول بمنظوري الخاص : أن يوصل لنا من خلال رمزيه هذا اللون وبعده النفسي الذي يشير للسلام والامان ،وضخ اللون الازرق على هامش الطريق دون وجوده في الشارع المعبد، دلالة على أن الإنسان قد يسلك طريق معبد بالمخاطر دون أن ينظر حوله لم يختر الشارع معبدا باللون الاسود كصورة نمطيه ،بل اختاره معبد باللون الاحمر الممزوج بالاصفر، وتسخير هذين اللونين في تعبيد الطريق و مقاعد الاستراحة يشير إلى الاندفاع والحماس .

خاصه أن المصابيح المسرجة  على حواف الطريق لم تصدر انعكاسها وهنا رساله واضحة أنه ينبغى على الإنسان أن ينظر حوله فالطريق المعبد بالاندفاع والعنفوان لا يشبه الطريق المعبد بالمنطق وان كل ما تسكله النفس البشريه في كثير من  الأحيان قد يكون سرابا إذا لم تملك ثقافه الاحتمالات ولم ترى الأمور باكثر من زاويه واكبر دليل على ذلك تسخيره اللونين الأحمر المعروف بطغيانه .

لطالما حمل اللون الأزرق الموجود في اللوحة على هامش الطريق دلالة على السلام والانسجام وطالما حملت لنا دلالته رمزيه في التاريخ الفني بالوان الفسيفساء التي طرزتها انامل البيزنطيين وتوارثها اجدادنا الدمشقيين في فن العماره الاسلامي. وتلونت بها بوابه عشتار في بابل وأحجار اللازورد والأحجار الكريمة ، هذا اللون الازرق الذي سكبه على هوامش الطريق ولم يغدقه في الطريق المعبد يقودنا لضياع الفرص فمن لم يسمع صداه في ألحان الاغنية سيصدح صداه في تفاصيل اللوحة . ونجد أن الفنان المقداد لم يختر اللون الازرق لتعبيد الطريق بقدر ما تعبدت به الهوامش وهنا يقودنا البعد الفني في هذه اللوحة  لدلاله أن الإنسان يعيش طوال عمره ظنا منه أنه يسلك طريق معبدا بالمنطق دون النظر لما حوله من أبعاد.

   يقول باتلر ( للشباب أجنحة تطير بصاحبها سريعا الى بلاد الخيال فلا يرى أمامه إلا الافراح والمسرات ولا يعلل نفسه إلا بالاماني !!

ان اللوحة الفنيه يتم قراءتها كما القصيدة وهنا يستحضرني قول انطوان كوميل استاذ الفن في الأكاديمية الملكية  على الرسام في أسلوبه الراقي أن يكون شاعرا لا أقول إن يكتب الشعر  إذ أنه يفعل ذلك من غير أن يكون شاعرا وعلى الرسام أن يفعل بالعين ما يفعله الشاعر بالاذن )

ولا يسعني القول إلا أن قراءة اللوحة باكثر من زاويه يعتبر إثراء لقيمتها ومنسوب عمقها ولكن يبقى المعنى في قلب الشاعر 

بقلم لمى المقداد

تعليقات