بين يدي البيان (علي زين العابدين)عليه السلام بقلم: د.الإعلامية لبنى مرتضى

 بين يدي البيان  (علي زين العابدين)عليه السلام  بقلم: د.الإعلامية لبنى مرتضى
بين يدي البيان (علي زين العابدين)عليه السلام بقلم: د.الإعلامية لبنى مرتضى

 بين يدي البيان

(علي زين العابدين)عليه السلام

بقلم: د.الإعلامية لبنى مرتضى

بين يدي البيان  (علي زين العابدين)عليه السلام  بقلم: د.الإعلامية لبنى مرتضى

إن الرابط الأساسي بالعالم هو الكلمة، تلك الظاهرة المنيرة في تمثيل الإنسانية وتجسيدها في خطاب، أي بينها وبين الفكر والأدب والفلسفة روابط دفينة تساعدنا على تشكيل حلقة للانعتاق، فإنه السعي لفتح كوة في الجدار الصمت كي يدخل منها الضوء، لنرى ونسمع ويرون ويسمعون ضمن أداة هذه الاستعارات والكنايات التي صاغها هذا الفكر الحدس. البصيرة إلى فوق (كمن يهبط أرضا إلى أعلى)

فهناك ثمة حقيقة مؤكدة لابد من ايرادها في مقام سيدنا علي زين العابدين (عليه سلام الله وعلى آل بيته أجمعين) المهم بأن السر الأول في تفجير الطاقات الكامنة هو حرية هذا العقل والسماح له أن يحلق في السماء ناشرا الحقائق كنموذج ثابت مجرد من أي زيف في أسلوب خفيف مترفع، غني عن أي تعبير أو شرح.

فهناك عقل يحاول خنق الحقائق، وعقل يساعد على التمدد والتفتح، وعقل يضع للجسد قيودا من حديد، وعقل يدرك حريته، وعقل يغير الحقيقة ويشوهها ويزيفها، وعقل يطلق للفكرة عقالها ويساعدها فوق ذلك على التمرد والتوسع.

فأهل بيت النبوة انتجوا نموذجا فكريا متقدما ليس كحالة انزياح للحقائق، بل هي حالة تعزيز لغرائز الخير على الظهور والتفتح والحد من غرائز الشر وقمعها لنضطرها للضمور والتواري.

وهنا جاء سيدنا علي( عليه السلام) مؤكدا في بستانه السجادي ورسائله الحقوقية أن المسافة بين الداخل الروحي والخارجي المجتمعي لم تكن مرئية تماما، بل كانت مجازية مادامت الصلات الروحية والفكرية أكبر من مكانها.

فإنها الرحلة الطويلة على أكثر من طريق، فهنا ستحل اللغة على الواقع وتبحث هذه الكلمة البدء عن معناها في مجمل التجربة، وتصبح من أداب الانسانيات التي تبرد نارها الخاصة المتداخلة في مكانة الوجود.

ففكره عرف الفارق بين الطريق والهدف لتحقيق الولادة في ذروة الموت كما انسلاخ الأسطورة عن الواقع الأم.


تعليقات