جرح يمشي فوق الأرض للكاتبة السورية.. صباح العلي

جرح يمشي فوق الأرض للكاتبة السورية.. صباح العلي
جرح يمشي فوق الأرض للكاتبة السورية.. صباح العلي
جرح يمشي فوق الأرض للكاتبة السورية / صباح العلي

جرح يمشي فوق الأرض للكاتبة السورية.. صباح العلي


جرح يمشي فوق الأرض:

أطيلوا النظر.الخوف لا يمنع حدوث الأشياء إنما يغير طريقة حدوثها ،علينا أن نفهم أنّ كل ما في الحياة رزق من الله ، المال ، و الأولاد ، و الشكل ، و العقل ، و أنّه سبحانه فاوت بين الناس في الأرزاق ، لا عن عجز منه أن يجعلهم سواء و لكنها دار امتحان يريد الله أن يرى الذي أُعطي أيشكر ؟ و الذي حُرِم أيصبر ؟ فلا الوسيم أحبّ إلى الله من الدميم ، و لا الصحيح أحبّ إليه من السقيم . و لكنّه امتحان...
تمّ الإعلان في معظم وسائل التواصل الاجتماعي عن فيلم قصير مدته عشر دقائق ، و جاء في الإعلان أنّ الفيلم قد فاز بالجائزة الأولى عن فئة الأفلام القصيرة ، و لهذا السبب سيتم عرضه في قاعة السينما. بالطبع أثار الإعلان فضول الناس و ذهب جمع غفير لمشاهدته . بدأ الفيلم بمشهد لسقف الغرفة ، ومضت ست دقائق و الكاميرا لا تتحرك ، الوقت يمضي ولا شيء غير سقف الغرفة ! تململ الناس و شعروا أنهم قد خُدعوا ، حتّى أنّ بعضهم همّ بالانصراف ، و لكن أخيراً تغير المشهد ، الآن صورة من الأسفل لطفل مشلول نائم في سريره ، و كرسيه المتحرك يركن جانب السرير ، ثمّ ظهرت كتابة تقول : لقد عرضنا لكم ثماني دقائق فقط من المشهد الذي يشاهده هذا الطفل على مدار حياته ! من الجميل أن تعرفوا قيمة كلّ ثانية من حياتكم و أن تشكروا الله باستمرار..
غارقون نحن في نعم الله من حيث لا ندري ، و للأسف أغلبنا لا يعرف نعم الله عليه إلّا إذا فقدها ، قاصرو التفكير و الإدراك نحن عندما ننظر إلى الذين أعطاهم الله بدل أن ننظر إلى الذين حُرموا مما تكرّم الله به علينا ! محدودو النظر نحن عندما نحسب أنّ النعم في المال و السلطة و الشهرة فقط ! لكن ماذا عن النعم التي لا تشتريها الأموال و لا تأتي بها المناصب و لا يتم إدراكها بالشهرة؟
مأساتنا نحن البشر أننا نعتقد أنّ كل ما بين أيدينا هو حق من حقوقنا ، لهذا يبدو ما نملكه ضئيلاً في عيوننا و لكن لو نظرة نظرة خاطفة حولنا ، و رأينا أولئك الذين حُرموا مما لم نُحرم منه لعرفنا أننا لو مددنا حبلاً إلى السماء و بقينا نشكر الله بكرة و أصيلا لهو أقل ما يمكن أن نفعله إزاء عطاياه. أسوأ إحساس يمكن للإنسان أن يشعر به ، هو الإحساس بالنقص ، و هذا شيء يأتي غالباً من عدم الرضى بقدر الله و قسمته ، ومن النظر إلى ما يملك الآخرون بدل النظر إلى ما بين أيدينا. و لنتذكر جيداً قولاً قرأناه منذ نعومة أظفارنا (كنت أتذمر من حذائي القديم حتّى شاهدت رجلاً قد بترت قدماه)

تعليقات