ثورة النمل! / للكاتب والأديب أكرم وردة / سوريا
وكلما أشرقت الشمس صباحاً كان النمل ينطلق إلى عمله اليومي بحركته البطيئة، يلملم ما
يقتات منه للشتاء ويخبئه في مسكنه أو قريته التي تضم الكثير الكثير من أبناء هذه القرية.
جمالها روعتها صبرها حكمة على الأرض خلقها الله في النمل صورتها ربما يستهزء
البعض بها، و ربّما يركبه الاستغراب. ولكن الذكر والمذكور حتى في القرآن الكريم عن
النمل آية لها معنى وعبرة ( يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ )
من هنا وفي هذا الزمان ننعطف منها إلى الإنسان والإنسانية وتطورها العقلي والفكري
التي أتمته الحياة علما ومعرفة ربطها بالإنسان وتطوره في مجال الإبداع و الاختراع، لكل
ما يساهم في راحة اليد من الجهد العضلي الذي يؤذي الجسد أحيانا، والإنتاج يكون عندها
محدوداً حسب الحالة الصحية للفرد والمجتمع. عموماً لو جمعنا إنتاج الأفراد يدوياً في ذاك
المجتمع وهذا يأخذني إلى القرن التاسع عشر حين برزت الثورة الصناعية في أوروبا
العملاقة وإحلال العمل
اليدوي بالمكننة، لذا شهدت بلدان أوروبا الغربية خلال القرن الثامن عشر نهضة علمية
شاملة، فتنوعت الأبحاث والتجارب لتشمل مختلف فروع العلم ولتؤدي إلى اختراعات
واكتشافات مهمة كانت السبب المباشر في قيام الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر
وهي ثورة كان لها الأثر البالغ على الحياة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية سواء في
أوروبا أو خارجها لتصل إلى أميركا وتستلم زمام المبادرة وتكون شريكتهم مع اليابان في
محاولة السيطرة على العالم. وكانت التحالفات وكانت الحرب العالمية الأولى والثانية
ونتائجهم هي بذرة الإنقسام في حينها حلفين هما الناتو أو حلف شمال الاطلسي فكان
تشكيله عام 4 نيسان1949ميلادي
وبعده بعدة اعوام قام على أثرها حلف وارسو في العام 1955ميلادي
بسبب إنضمام ألمانيا الغربية إلى حلف الناتو بعد إقرار إتفاقيات باريس. لكن حلف وراسو
حل في يوليو 1991ميلادي بعد سقوط الإتحاد السوفيتي وهنا كان لابد للنمل وثورته
بالتحرك ببطئ شديد والسلام والمهادنة هدفها حركة بأمن وسلام وخوفهم كما ورد في آية
القرآن الكريم ( يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ) وهو المارد
الجديد القادم بتأني كما قطار النمل حين يتقاطر متنقل من مكان إلى مكان. وبما أن النمل
له قرنا الاستشعار يعطيها معلومات عن طريق الشم عن العالم الخارجي لأنها مبطنة
بأعصاب شم حساسة ليمكنها التعرف على الطعام. فكانت الصين والتنين رغم كل النقد
الموجه لها بما ينسب إليها وصناعتها عن عدم الجودة مذ بدأت والتحطيم بالدعاية
الإعلامية عنها ان كان في السياسة والإقتصاد والحرية لكنها كان تتهادن وطريقها تسير به
هدفها تعرفه ثورة النمل شعارها
تقتدي به هنا أنا أطلق عليها هذا الأسم وبما أن الثورة الصناعية بذورها كانت في القرن
الثامن عشر وإنتاجها وتكامله كان في القرن التاسع عشر هانحن في القرن العشرين وهنا
تخرج القرية للعلن او المسكن يفتح ابوابه ليكون كل فرد منها عامل ومنتج في مجتمعه
وبيته كمؤسسة ذاتية إنتاجية ليكون حتى النمل فيها هو مورد إقتصادي لها تستفيد منه كما
الصراصير وغيرها من الحشرات الضارة التي يتصورها الغرب وحلف الناتو. وحين
ظهر الكورونا كان الإنسان وكانت الإنسانية كلها في خبر كان تبحث عن الأسباب
والمسببات لتظهر عجز الثورة الصناعية أمام هذه العلة واكتشاف مضاد او لقاح حقيقي له
وتكون الصين أول من غزاها هذا الطاعون. لكن النمل وثورته بطيئة سيرها كما التنين
وناره عرفت كيف تحرق الكورونا وتخبئه في قرية النمل أو مسكنه ليكون بعدها إنتاجها
ومعاملها وصناعاتها تجتاز وتحقق أرقاما قياسية في الإنتاج، وتقرض كل الدول وتكون
هنا العبرة من المهادنة قضت على علة الكون وأصدرت الكمامات إلى كل الكون وبدأت
تتلاعب بالكون من مضادات و لقاحات ومطهر الأيدي تنظيفها وكل ذلك ومعاملها
مازالت خطوطها الانتاجية تسير بشكل يومي في حين شلت الكمامة كل بلدان حلف الناتو
وهي تتفرج بتأني وتراقب بحذر من ماهو قادم وأين ستكون الضربة القادمة من من يريد
التحكم في هذا العالم الافتراضي الذي أصبح قاب قوسين والأفلاسات في دول حلف الناتو
تطرق أبوابهم من شركات كبيرة وصغيرة بسبب الركود الإقتصادي الذي خلفه الكورونا .
لذا حين يكون للنمل ومسكنه وقريته وثورته عبرة من الأرض والأفعى وجحرها رمز للشر
و السموم و كذلك الدواء ..نتساءل هنا هل السم أخرج منها وطور كيماوياً، ونفثته في هذا
الكون ليكون النمل من قضى على الأفعى في جهرها؟!
قمرالشرق /أكرم وردة
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.