شفق القصيدة .. للشاعر والكاتب السوري محمد حسن العلي

شفق القصيدة .. للشاعر والكاتب السوري محمد حسن العلي
شفق القصيدة .. للشاعر والكاتب السوري محمد حسن العلي





 إلى سيد البيان وشاعر الحكمة وفارس العربية وشاعرها المجلي  (المتنبي)

***
٠شفق القصيدة 

يا مالىءَ الدُّنيا وشاغلَ ناسِها  

مازلتَ جمرَ الفكرٍ في إحساسِها

مازلتَ مشعلَ  حكمةٍ تزكي النُّهى

لغةُ العروبةِ في سنا نبراسِها

شفقُ  القصيدةِ في مدادِكَ عندمٌ

للضادِ يصحو المجدُ من قرطاسِها
  
يا لو علمتَ بأمتي ماذا جرى

لضربت أخماساً على أسداسها

وسمعتَ جعجعةً بلا طحنٍ إذا

طاحونةٌ  دارت بلا جَلّاسِها

وليوثُها سكرى ولم تغضبْ وقدْ

جاست ثعالبُها على أخياسِها

ملَّت تراثَكَ  خلَّقتْ أثوابَهُ

هدمت صروحكَ بالقِلى من فاسِها

هانت أمامَ عدوِها لكنَّها

غضبت لأخذِ الثأرِ من جساسِها

أسقيتَها عَذْبَ الفراتِ قصائداً  

وسقتكَ مراً من ثمالةِ كاسِها

كَثُرَ العمى في أمة خلفتها

فاسكبْ نبيذ الضوء في أغلاسِها

كي تسمعَ الصُّمَ النداءَ وكي يرى

من يجحدِ الأنوارَ  في كُناسِها

كمْ أمةٍ زهِدت بأربابِ الحِجى

سقطت بقعرِ الجهلِ من إفلاسِها

لولا دمشقُ لضعتَ  والفصحى سدىً

بدراهمٍ بخسٍ كِرى نخاسِها 

لملمْ نجومَ الشعرِ واتلعْ جيدها

واطلقْ صهيلَ الحرفِ من أجراسِها

أسكبْ ندى الكلماتِ في ألبابِنا

حكماً تضوّعُ من شذا أنفاسِها

يامن نثرتَ الدرَّ فَوْقَ بياننا

وزرعتَ في الفصحى ضُمامَةَ آسِها

وتباركت أمُّ اللغاتِ بشاعرٍ

زفَّ البيانَ السِّحرَ في أعراسِها

محمد حسن العلي

عضو اتحاد الكتاب العرب


 

تعليقات