"المظلومون" مقال درامي للكاتب السوري مهند ملص

"المظلومون"  مقال درامي للكاتب السوري مهند ملص
"المظلومون" مقال درامي للكاتب السوري مهند ملص

 

"المظلومون"  مقال درامي للكاتب السوري مهند ملص

"المظلومون"  مقال درامي


حينما أدع تركيزي يصب في الدراما السورية أشعر وكأنني أعيش في أميركا ، أو أن الدّراما السورية وصنّاعها والقائمين عليها تتبع لأجندة أميركيّة"


أنت في وسط الحرب ، كل الأضواء عليك ولكن دون أدنى تقدير يُذكر ، عقدة الوسط العائلية ربّما يشاطرها المعنى كثير من المتألقين في الدّراما السوريّة. 

لربّما حين شاهدت "خربة" سابقا أو حتى مع وقف التنفيذ أو الفرسان الثلاثة اليوم كنت أبالغ في مدح الفنّان "أحمد الأحمد" و "محمد حداقي" و "جمال العلي" ، أو كما أحِبُّ أن أصفهم  "المظلومين الثّلاثة" ، ثلاثة أوراق نافعة لأن تُرمى في أي نصّ ، وأن توضع في أي حبكة وسيناريو أيّاً كان نوعه ، ويُتِمّوا مهامَهُم بنجاح. 


عن نفسي لا أهتم بالبطل أو الهدّاف ، بقدر ما أهتم بالكادر الذي يجعل من الممثّل بطلاً ، ولاعبين الوسط الّذين يجعلون المهاجم هدّافاً. 

دون الركيزة الأساسي ستسجل هدفاً ولكن كم تستطيع أن تقاوم بدونهم، وكذاك في صنع الدّراما ، أنت تستطيع أن تقوم بمشهد عظيم ، ولكن كم تستطيع الوقوف أمام المخرج وحدك! 

لاشكّ أن جميع العناصر عبارة عن حلقات تترابط بعضها البعض ليُصنَع العمل. ولكن مشكلتي مع التركيز حول نجاح العمل إلى من يُنسَب 

"كاتب،مخرج،بطل" فقط! 


باختصار أكبر البطل كصغير العائلة مدلّل من الجّميع، المخرج ككبير العائلة يفعل مايشاء، والكاتب كأم العائلة لا يحدث شيء بدونها؛ والمظاليم الذين يعلو البطل والمخرج والكاتب بهم، يكوّنون عقدة الوسط دون أدنى تقدير من الشارع العام ، أو الشركات الكبيرة. 

حينما أدع تركيزي يصب في الدراما السورية أشعر وكأنني أعيش في أميركا ، أو أن الدّراما السورية وصنّاعها والقائمين عليها تتبع لأجندة أميركيّة ! 

فالإعلام يدار من هناك كما نتعامل مع النجوم بتصنيفهم كصف اول وثان وثالث، هم يصنّفون الدول كعالم أول وثانٍ وثالث، الشيء الذي يُسلّط عليه الضوء في الBBC يكون حديث العالم ، وباقي الأمور مهما بلغت أهمّيتها وهي لا تتوافق مع مصالح الدولة سياسيّاً مصيرها التّهميش. 

في درامانا المؤسّسات والشركات المنتجة هي أميركا، والشارع العام لا يرى إلّا البطل الهوليودي الذي لا يتأثر بالرّصاص، وجميعنا لا نأخذ بعين الاعتبار كيف غدى البطل بطلاً! 


محمد حداقي ، أحمد الأحمد ، جمال العلي ، فادي صبيح ، وأُخرٌ كُثُر يعانون من عقدة الوسط القبيحة ، لا أطلب الكثير من أجلهم ، فقط الإنصاف ، كما تلقون النظرات في الفنِّ السابع، انظروا قليلاً بين الخطوط ولوجوا الكواليس ليتجلّى لبؤبؤ النظر المواهب الدفينة أمام أعينكم في كلِّ عملٍ
 مهند ملص

تعليقات