عرشُ الأُرجوان / لشاعر الأرض والزيتون / محمود صالح

عرشُ الأُرجوان / لشاعر الأرض والزيتون / محمود صالح
عرشُ الأُرجوان / لشاعر الأرض والزيتون / محمود صالح



لـلـعُــمـــر وردتُـــــهُ وكـــيــــفَ يـضــمُّـــهـــا      
نـهـــرٌ تُــواعـــدُهُ الـضِّـــفــافُ وتُـخـلِـــفُ؟!

مــرَّتْ بـنــا صــوبَ الـــحُـــقـولِ حِـكــايـــــةٌ      
للصَّبـر من غُصـن الـصَّـبــابــةِ تُـقـطَـــفُ

كُــنَّــا عـلى ضــوءِ الـعِــطــاش فـــراشــــةً      
تـشـــــدو بــيــنـبـــوع الـظِّـــلال وتــعــــزِفُ

خُـضْـنـــا فُـتــوحـــــاتِ الـوصـــالِ كــأنَّـمـــا
عــيـنـــاكِ فــاتـــحــةٌ وفــوحُـــكِ يُـــوسُـــفُ

لا الـــــدَّربُ يُــنـسَى والـوصـــولُ وصـيَّـــةٌ
في الصَّدر إنـجـيــلٌ يُـضـيءُ ومُـصْـحَـفُ

عُـــدْنــا .. وقــدْ بـــاحَ الطَّــريــقُ بـزهــــرِنــا      
عُدنا .. ونـحــنُ عـلى الـقــصــيـــدةِ نـنزِفُ

نــرمــي بـــأطــــواق الــنَّــجــــاة لتــوقِــــنــا      
ونـغُـوصُ فــي مِــلــح الــرُّؤى نــتـصـوَّفُ

تــشـتــــاقُ ذاكـــــرةُ الـبـــحـــــار لِـعــــابـــــرٍ    
يـــخْــتــطُّــــهُ مـــوجُ الـــكـــلام ويَـــحـــذِفُ

فــي زورق الـــتَّــــــرحــــال أيَّـــــةُ زُرقـــــــــةٍ      
يـنْــأى بـهـا وعـــدٌ ويـشــقــى مُـدْنَـــــفُ؟!

أيُّ الــنُّــــزوح؟! وكُـــلُّ خَــطــــوٍ مُـقــمِــــرٍ      
يـبـدو ديــــارًا .. حــيــن يــــبــدو يُــخـسَـــفُ

نـحــنُ الَّـذيــنَ إلـى الــرِّيـــــاحِ رحـــيــــلُنــــا
فـعَـلـى مـــراكــبِـــنــــا تَـحِـــنُّ وتَـعــطِـــفُ!

مــطَــــرٌ عـلى بــــــابِ الــــرِّفـــــاق مُـلــوِّحٌ      
فــي كُـــلِّ سِــــربٍ لـلـغــيــــاب نُــرَفــــرِفُ

يـكـفـيـــكِ أضــــلاعَ الـحـنــيــــن تـــجَــبُّـــــرًا
وإلامَ نَــجــبُــرُها الـقُـلــوبَ ونُـســعِـــفُ؟!

لا لــيــــسَ بـــئــــرًا والـــنُّـــــزولُ خُــــرافــــةٌ      
فـبــأيِّ مـعــنــىً للـمــجـــازِ ســنــحــلِـفُ؟!

مُــذْ قُـطِّـعَــتْ أيْــــدٍ لِـنســـوةِ يُــــوسُـــفٍ
والــنُّـورُ يـمشـي في القـيــودِ ويَــرسُــفُ

هــاتـي يـديـكِ .. ومـنـذُ إخـــوةِ يُـــوسُــفٍ      
والــمـــاءُ فـي كــــفِّ الـسَّــــراب يُــجــذِّفُ

مُـذْ كــــانَ يـقــــرؤكِ الــيــــمامُ بـيــــاضُــهُ
كٌـــنَّــــــا بـعـــــرشِ الأُرجــــــوان نُــطــــوِّفُ

والآن قُــــولــــي كـــيــــف عــلَّــقَ غِـمـــدَهُ
ســــيـفُ الـغَــمــام وعــيـنُـــهُ لا تَـــذرِفُ؟!

قُـومـي لـقــافـلـة الـعــزيـــز ســـرَتْ بـهــا      
شـمـسٌ عـلى أرض الـبِـشــــارة تُـكـسَـفُ

رُدّي إلــى الـطُّــوفـــان طـفــلَـتَــهُ الـتـــي     
غــرِقَـــتْ ومـوجَــتَــــهُ الــتــي تــتـــلـهَّــــفُ

فُــوحـي بـعـيــدًا فـي الـجــبـــال وحــلِّقـي     
ودعي السُّـفوحَ على المـهـاوي تُـشـرفُ

لا تــتْــــرُكــــي جُـــرحـــًا يُـعـــــاتِـبُـنـا غـــــدًا
دَمُـنـا عـلـى سِــــكِّـيــنِ حُـبِّـــكِ يُـــنْـصَــفُ

( أناقة الغياب )
" شاعر الأرض والزيتون"


 

تعليقات