موطن النور / للشاعرة الاعلامية / د. زوات حمدو

موطن النور / للشاعرة  الاعلامية / د. زوات حمدو
موطن النور / للشاعرة الاعلامية / د. زوات حمدو



من وحيِ عينيكَ قلبي مترفُ النَّظر 

يجيلُ فيك رُؤى من خافقي النَّضرِ 


عندي مواعيدُ للأشواقِ أرسمها

بأحرفِ العمرِ  بين الشعر والشَّررِ 


وأنتَ من هيبةٍ تمشي على مهَلٍ 

كأنَّ  خطوكَ ( تقلاً ) نقلةُ  الحجرِ 


عرّجْ على حلوةٍ من طولِ لهفتها 

إليكَ تمشي على جمرٍ من المَدرِ 


ولا تحسُّ بآلامٍ مبرّحةٍ 

سوى اشتياقك يا مُستنسخَ القمر 


فإن ظفرتُ بقربٍ منكَ أحسبُها 

أيامُ عمري وإلا فهْيَ من عسُرِ


فليس إلا إلى عينيكَ معتمري 

وليس إلا إليها طاب لي سفري 


أو أنّني وأنا في غربتي وجعٌ 

يمتدُّ من إدلبَ الخضرا إلى حضَرِ 


نزيفُ قلبٍ عروبيّ الهوى خُرقتْ

شَغافُهُ بسُيوف القومِ من مُضرِ 


وعُتّق الجرحُ فوقَ الجُرح وانطفأت 

يا موطنَ النّورِ حتّى أعينُ الحجرِ 


الكلُّ فيه ذبيحٌ لا براءَ لهُ 

والكلُّ فيهِ فقيدُ الأهل والسَّمر 


والليلُ مُلتبسُ المعنى فليس له 

في الشعر همٌّ ولا في الحبّ والسهر 


إلا متارفُ ذِكرى لو نحجُّ إلى 

جوار كعبتِها نبكي على الأثر 


يا موطنَ النورِ كذّب صادقَ الخبر 

وقلْ بأنّك والنعمى على قدرِ 


وأنَّ أيّامكَ الغرّاءَ قادمةٌ 

بالمجدِ والوردِ والأفراحِ والسّير 


وأنّما ياسمينُ الشامِ لو حرقتْ

أغصانُهُ لتفشّى العطر في الجُذُر 


الشامُ عاصمة الدنيا بروعتها 

المجد طفلُ نداها الطاهرُ الخدرِ 


وأنتَ كالشامِ عندي لحنُ أغنيةٍ 

خضراءُ يعجزُ عنها ملهمُ الوترِ 



زوات جميل حمدو

تعليقات