التحولات السياسية على الصعيد الدولي / بقلم الإعلامية : سلمى صوفاناتي / سوريا
بقلم : سلمى صوفاناتي / سوريا
تحولات وتغيرات نلاحظها في السنوات الاخيرة بالمشهد السياسي
احداث ومواقف وتفاعلات .. على مستوى العلاقات الدولية بمختلف مجالاتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية .. الامر الذي ينبىء باقتراب حدوث تحولات محورية عميقة .. كتلك التحولات التي اعقبت الحربين العالميتين الاولى والثانية ..
واستنادا الى هذه التحولات يتوقع المعنيون اليوم انعكاس ما يحدث من تغيرات دولية واستراتيجية على الساحة الدولية بشكل عام .. وعلى المنطقة بشكل خاص .
نحن جميعا نتفق على ان هذه اللحظة فارقة على مستويات متعددة .. وهذه اللحظة ليست من اللحظات التاريخية الكبرى كالحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية .. وهذا النظام الدولي يبدو انه اهتز اهتزازا شديدا .. وعلى وشك أن ينهار .. ولكننا لانعرف بالضبط ماهية وكيفية ومدى الاهتزاز الذي وقع عليه .. ولانعرف بالضبط ماهي البدائل ؟ هل نحن أمام نظام دولي جديد ؟ وهل الانتقال الى النظام الدولي الجديد سيكون انتقالا يسيرا هادئا .. أم أنه سيكون انتقالا عنيفٱ ؟ ماهي ملامح النظام الذي سيتشكل بعد زوال غبار المعركة الحالية ؟ وهل ستكون حاسمة في تشكيل جديد .. ؟
من حيث المبدأ : هناك نظريتان تتصارعان وليست في الغرف الأكاديمية .. ولا في الجامعات .. انما على الارض .. الاولى تقول أن الصراع الموجود حاليا بين روسيا والغرب .. والتوتر الموجود بين الصين والولايات المتحدة الامريكية هو بداية لمرحلة ستكون أعنف بكثير مما نراه . بمعنى أن الحل نحو سيادة دولية جديدة .. تحاول أن تؤدي لنظام دولي جديد .. سيكون عنيفا .. وهذا يقتضي حربا .. ويقتضي أيضا تصعيد ربما يكون في ميادين اقتصادية وميادين عسكرية مختلفة ولعملاء النظرية أنصارها من السياسيين الكبار .. اللذين بدؤوا يتكلمون عن التوتر بالنسبة لموضوع أوكرانيا .. ثم تحول الى حرب مسلحة ثم تحول الى تدخل غربي مباشر من خلال الدعم بانواع مختلفة من الأسلحة واستمر لمدة عدة أشهر وهذا مرشح أن يكون أو كان بالصدفة أو بواقع يتدرج فيه الأمر ويتدحرج من دون أن يكون عبرة للمباشر .. لأنه في الأغلب الدول الغربية لاتريد حربا مع روسيا ولا روسيا تريد حربا مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ..
لأن كلا من هذين المعسكريين .. يعرف أن الحرب يمكن أن تقود الى حرب نووية . وهذا مالايريده الجميع .. ولكن أحيانا اتباع هذا الرأي يقولون أن الظروف على الأرض تفرض وتحتم على على أن تتدحرج الأمور باتجاه حالة يمكن أن يستدعى فيها السلاح النووي .. (على سبيل المثال : نخصص التكتيكي ..) ثم من بعد ذلك يتدحرج الى حرب عالمية .. هذا رأي كثير من مراكز الدراسات الخاصة بالغرب .. عن مفهوم التدحرج في العلاقات الدولية .. لاسيما في موضوع الحروب الحقيقية في رأي موجود عند الكثير من المؤرخين .. أن معظم الحروب الكبرى لم تنطلق بقرار مدروس . وانما بفعل مجموعة من الموازين والتحالفات .. التي أتت صدفة في بعض الاحيان كماحصل في الحرب العالمية الاولى عندما قتل ولي عهد النمسا .. وكان هو القشة التي قصمت ظهر البعير .. ثم انتقلت الدول لتصفية حسابات متعددة .. بمعنى أن القرار بالحرب العالمية الأولى لم يكن قرار امم تحادث وتناقش لاتخاذ القرار .. انما كان قرارا تدحرجت اليه الامور تدحرجا .. ووجد العالم نفسه متغولا في بحر من الدماء .. ونعرف أن اللذين قتلوا ابان الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية .. خلال واحد وثلاثين سنة قتل فيها مئة مليون انسان بمختلف أنحاء العالم لاسيما في أوربا ..
اذا : الحروب نعرف أنها تبدأ .. ولكن لا نستطيع التنبؤ بنهايتها . وهناك مقولة شهيرة عن هتلر :
عندما تشعل حربا فانك تدخل بغرفة معتمة سوداء .. لاتدري ماذا ستجد في داخلها ..
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.