حوار مع الشاعر العميد أركان خليل فؤاد يوسف / تحاوره : الإعلامية لبنى مرتضى
حوار مع الشاعر العميد أركان خليل فؤاد يوسف..
تحاوره: الإعلامية لبنى مرتضى
_منذ البدء كان ذلك الصراع على هذه الأرض، منذ البدء كانت تلك الصور التي ترتدي درع السنبلات، حجر يحمل العشب، ومؤرخ يفتح الليل الواسع الممتد من قرية معلقة تضيىء فوق جبل، يقتلع من خبزه الساخن حاضره الطازج ليزجه في شعاب روحه وجسده.
فأي شعور هذا الذي يملأ أعماقنا ونحن ندخل إلى عالم من الحرف والكلمة والمعنى ومسيل من الحب.
وأي دنيا موحشة تلك التي نعيشها لولا ذلك العالم، فالاهم هي أرواحنا التي نبضت بتلك الكوامن وأيقظت جوانح إنسانيتنا.ولعل هذه الأستفاضة التي تأهبة بها الحلم تكون الأكثر واقعية ونحن نقف على أبواب هذا اللقاء الذي استضفنا به الشاعر والعميد اركان خليل فؤاد يوسف الذي بدأنا معه بسؤالنا:
١- كثيرون كتبوا الشعر ونظموا القوافي لكن هذا ليس بالأمر الكافي لولادة الشاعر فمن هو الشاعر برأيك؟
*الجواب:
الشاعر من يمتلك الموهبة اولاً
فبدون الموهبة مهما اجتهد ناظمُ الشعر لن يصبح شاعر ولن يرقى إلى كتابة القصيدة الكاملة....فهناك الكثير من المثقفين والأساتذة في اللغة والنحو والصرف والبلاغة حاولوا كتابة الشعر ولم يصلوا إلى كتابة القصيدة التي تمتلك مقومات الإبداع في الشعر
نظم الشعر سهل على أي مثقف...ولكن بدون وجود الموهبه سيكون تأثير القصيدة على المتلقي غير ممكن.... وعند تقييمها من قبل النقاد والباحثين والمهتمين سيظهر ضعف الناظم مهما كانت درجة ثقافته ومهما كان مهتماً بالشعر
فولادة الشاعر تكون بوجود الموهبه أولاً ثم تأتي المؤثرات الأخرى مثل ثقافة الشاعر وموضوعاته التي يتناولها في الشعر والمفردات المستخدمه والبلاغة والبيان والتركيب والتقديم والتأخير وإيجاد صور جديدة ومعاني عميقة وانتقاء المفردات التي تناسب موضوع القصيدة
كل هذه العوامل مجتمعة تؤثر على على الشاعر وتُظهر مقدرته الشعرية ولكن بعد وجود الموهبة
--------------------------------------
٢- كيف جسّدت معنى الإنتماء والوطن في قصائدك؟
* الجواب:
الوطن هو بيتي الصغير هو قريتي هو مدينتي هو جمهوريتي.....هو عالمي هو مسقط رأسي هو أغلى مانملك
فمن لا وطن له لاهوية له ولا حياة آمنه
الوطن عشقنا الأزلي والأبدي على أرضهِ ولدنا وفي تُرابه زَرَعنا وفوق أرضه بنينا ومن خيراته أكلنا...فالوطن هو نحن بكل ماتعنيه الكلمه..
لقد كتبت الشعر الوطني منذ أكثر من ثلاثين عاماً وإلى هذه اللحظه وأنا اكتب فهناك مئات القصائد الوطنية التي كتبتها تتغنى بحب الوطن والإفتخار به
والفخر بالإنتماء إليه ومن القصائد التي كتبتها حديثاً قصيدة بعنوان أنا السوري وهي اكثر من (٧٠ ) بيت مطلعها :
أنا السوري مُفتخرا أقولُ
............. بقلبي فارسٌ حرٌّ نبيلُ
أنا العربي لا أخشى الأعادي
.......... أقاوِمُ مَنْ يحاربني أُزيلُ
محمّدُ سيدي الإسلامُ ديني
..... وعيسى قدوتي فأنا الأصيل
وهناك قصيدة أخرى بعنوان سوريُّ أنا..مطلعها يقول
إرفع جبينكَ أنتَ من سوريّا
....... هذا مقامُك في الزمان عليّا
يا أيُّها المَجدُ افتخر برجالنا
........قد كُنتَ لولا فضلُهُمْ مَنسيّا
إذ نحن من أفكارنا امتدَّ المدى
.......... ورجالنا يُحنى لها وتُحيّا
وهي قصيدة طويله أيضاً
والأمثلة كثيرة ومتعددة في قصائدي على تجسيد الإنتماء للوطن والأرض وهذا فخرٌ لي
---------------------------------
٣-الشاعر هو الإنسان حاملاً قلبهُ المُشع في ظلام العالم ...ماهي المنظومة الأدبية التي تحملها كشاعر والرسالة السامية التي تبحث عن نشرها؟
* الجواب:
في كل زمان كان للشاعر رسالة يبحث عنها ويعمل على تحقيقها من خلال قصائده...والشعر ديوان العرب كما يقال والشعراء هم سفراء الكلمة فالشاعر قديما كان الناطق باسم قبيلته او عشيرته او محيطه..وحتى لدولته...ففي حلب مثلاً كانت دولة الحمدانيين بقيادة سيف الدوله الحمداني الذي انتصر على الروم وغزاهم مرات ومرات وكل بطولات وانتصارات سيف الدوله لولا وجود المتنبي وذكر ه وتأريخه لتلك الحقبه بشعره...لما وصلت الينا...ولكانت في طي النسيان
فقصائد المتنبي كانت سببا في شهرة سيف الدوله وأعماله
والشاعر هو كتلة من المشاعر والأحاسيس والعواطف تُتَرجِمُها أشعاره فلا يمكن لشاعر أن يخفي مشاعره تجاه أي قضية اوحالة يكتب عنها مهما كان نوع القصيدة...وطنيه...أم غزلية...أم صوفيّه...الخ
وفي هذا الزمن والظروف الصعبة التي نمر بها حالياً لابد للشاعر أن يتأثر بمحيطه وبما يجري حوله ومعه....وعند كتابة القصيدة تظهر معاناته ويظهر تفكيره وهمومه وأمنياته وأحلامه
لقد حملتُ هموم وطني كأي انسان سوري عاش حالة الحرب والحصار والدمار الذي لَحِقَ بوطني وشعبي ...وفي قصائدي تظهرُ رسالتي التي أجاهدُ من أجلها ويظهرُ التصميم على المواجة والصمود والإستبسال والتضحية في سبيل الدفاع عن كرامتي وارضي ووطني وشعبي
وفي القصائد الوجدانية أيضاً يظهر الهدف من كتابة الشعر ...والهدف هو نشر الحب والمحبة والتواصل والتعاون ومساعدة الآخر للإنتصار على ظروف الحياة والوصول إلى الفرح
------------------------------------
٤- تتغذى القصيدة من الأمكنة وهي تؤسس عبورها نحو المهاوي الحالمة بهدوء ...هل بمقدور الشاعر ترويض المكان باللغة؟
* الجواب:
الحلم هو مايصبو إليه العقل والتفكير الباطني بعيداٍ عن الواقع...آملاً بان يتحقق ذلك الحلم... والأحلام تأتي أحيانا أثناء النوم وأحيانا في اليقظه
ولها تفاسير ها عند العلماء والباحثين في علم النفس
فكل حلم له دلالاته ومعانيه ..ويقال أن أي حلم يأتي أثناء النوم هو تفكير باطني للعقل يسعى إلى تحقيقه
أما أحلام اليقظه فتأتي ونحن بكامل وعينا ونشاطنا فكل انسان مهما كان سنه او عمله او درجة ثقافته يحلم ويُحلّقُ في عالم خياله....والشاعر أكثر الناس تأثُّراً بالأحلام والخيال....
وهو يروض الزمان والمكان بلغته ويَخلق عوالم خيالية تُضافُ إلى المكان والزمان ليَعْبُرَ بها مُحلِّقاً في سماء المعاني بعيداُ بعيداً في أفق الخيال لاصطياد معاني جديده ولغة جديده ومفردات واساليب وصور جديدة في الوصف والتعبير عما يجول بخاطره ..ولا يُخفى على أحد تأثير البيئة في شعر الشعراء
فمن يعيش في بيئه يستخدم الفاظ ومعاني وتعابير تدل على
مكانه وزمانه
---------------------------------------
٥- درجة الوعي عند الشاعر بخطورة الإنتساب بصدق القصيدة يجعله يتأهب للسفر في مجهولها...كيف يستطيع الشاعر أن يتق شراسة المصافحة الأولى من النص لحظة الكتابة
* الجواب:
عند البدء بكتابة القصيدة وعند ولادة الفكرة التي ستُبنى عليها القصيدة يكون الشاعر في حالة غياب تام عن الواقع المحيط به فهو أثناء ذلك خيالي ومستعد لتلقي وحي الشعر من خزائن ذاكرته وتبدأ الكلمات والأفكار بالتوافد لبناء جسد القصيدة وبث روح الأبداع فيها ..فالشاعر خالقٌ للشعر....والقصائد مخلوقات أبداعه لذلك يكون الشاعر حريص على أن تظهر قصيدته بأجمل صورة ممكنه
والشاعر عندما تخطر بباله فكرة القصيدة لا يهاب البداية وعلى العكس يستنفر كل مالدية من طاقات خلّاقة ومن أفكار وخواطر ومفردات متراكمة تخدم موضوع القصيدة ويبدأ الكتابة بحماس ...وبعد كتابة بعض الأبيات قد يظهر لديه أن المطلع ليس كما جاء اولاً وان القصيدة يجب أن تبدأ ببيتٍ آخر وبفكرة اخرى ...ومن ثم تبدأ الأفكار بالإنسياب وتتكشّف صورة القصيدة الكاملة شيئاً فشيئاً إلى أن تكتمل
----------------------------------------
٦- وأخيراً في عمق المخاطرة مع ضيافة القصيدة مَنْ الذي يكون ضيفاً على الآخر القصيدةُ أم الشاعر
* الجواب:
بالتأكيد القصيدة هي الضيف والشاعر هو المُضيف فالشاعر هو صاحب الأمر والنهي في خلق القصيدة والتّحكم بشكلها ولونها وطعمها وجمالها
فكيف يكون ضيفاً وهو الذي اوجد القصيده
الشاعر روح وإحساس وشعور وعاطفة وفكر ....والقصيدة صورة تم رسمها وتكوينها في مخيلة الشاعر وتم نحتها لغوياٍ ونحوياً وموسيقياً وبلاغياً وعروضيا بالمعنى والمبنى بأنامل الشاعر
إذا هو الأصل والقصيدة فرع أوثمرة من ثمار الشاعر
----------------------------------------
٧- كلمة أخيرة:
* الجواب:
الكلمة الأخيرة للمتذوقين للشعر...جمهور الشعر هو الذي يحدد من هو الشاعر...فالشعر هو رسائل القلوب للقلوب والعقول للعقول ..هو تفاعل مابين إبداع الشاعر في خلق القصيدة..ومابين أحساس المتلقي بالطرب والفرح والغبطه من تأثير ووقع حروف ومعاني وموسيقا القصيده في نفسه عند سماعها ...إنه الشعر يفعل فعل السحر
وأخيرا لابد من تقديم الشكر لك ولمحبي الشعر على هذه المقابلة التي كان لي فيها شرف الإجابة على الأسئلة المطروحة من قبلك وأنت الإعلامية المميزه والعاملة بجد واجتهاد كبيرين ...شكرا جزيلاً من القلب..
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.