قد قرّرتْ غزّةْ .. للشاعر حسن علي شرارة

قد قرّرتْ: عزلَ الهُلامِ عن العروشْ
وقرّرت: حلّ الجيوشْ
وقرّرتْ: شطبَ الملامحِ
من وجوهٍ تدّعي شرفَ العروبةْ
وتمتطي خيل العروبةْ...
وما لها من إرثهم إلاّ النّقوشْ
قد قرّرتْ تعديلَ خارطة العروبةْ
وفقَ الشّهامة والخيانةْ
وفق الأصالةِ والعمالةْ
وفقَ البسالة والنّذالةْ
لتكون خارطةً تبيّنُ من همُ عربُ المروءةِ والشّرفْ
ومن همُ عربُ الموائدِ والعلفْ
عربُ التّخلّفِ والخَرفْ
عربُ الفضيحة والتّلف
لتكون خارطةً جديدةْ
ما عاد تنفع أيّ خارطةٍ يميع بها الرّحيقُ مع الصّديدْ
ويضيع فيها الخائنونْ المُرجفونْ السّاقطونْ
ويظلّ فيها من يعلّق شاربًا في وجههِ
وعليه من إرث الجدودِ عباءةٌ وملامحُ
ودمٌ رديءٌ ماكثٌ رغمَ الوريدْ
قد قرّرتْ: حلّ الجيوشْ
فضحَ البنادقِ والبيادقِ والكروشْ
قد قرّرتْ: شطبًا لمعظم من همُ عربُ المُسمّى
من أيّ سطرٍ للكرامة والشّهامةِ
قد قرّرتْ: قلبَ الحروفِ على الحروفْ
وفضحَ لمعانِ السّيوفْ..
وكشفَ أعذارِ السّقوفْ
قد قرّرتْ: ترميمَ بوصلةِ المواجهة الشّريفةْ
كيما يصلّي الشّامخون إلى فلسطين السّليبةْ
ليكونَ ترتيلُ الجهادِ على إيقاعِ معراجِ الرّسولْ
وننسفَ الحقدَ الرّخيصَ
ونقتلَ العجلَ المزيّفَ والسّامريَّ وابنَ سلولْ
وقرّرتْ: لا بُدّ مِن تنقيحِ نَصّ الثّورةِ الحقّةْ
نصّ المقاومةِ السّديدةْ
ونزيلُ منه الحشْوَ والورمَ الكذوبَ
وكلّ أمراضِ القصيدةْ
لتكونَ للحقّ القويمِ قصيدةٌ كُبرى وحيدةْ
لا ألفَ نصّ ساقطٍ
قد خطّه الشّيطانُ في سِفرِ أشباه الرّجالِ
كيما يسوّقَ زيفَه في دربِنا وصديدَهْ
ويزيلُ من أسفارِنا تلك القصيدةْ
لا بدّ للأحرار من هذي القصيدةْ
فهناك حقٌّ ضائعٌ من أيّ عِزّةْ
لا بدّ يومًا أن نُعيدَهْ..
لا بدّ يومًا أن نُعيدَهْ!
حسن علي شرارة
أجدْتَ وأصبت شاعرنا العظيم
ردحذف