غزة ستنتصر بدماء شهدائها وشعبها ومقاومتها / بقلم / سائد عبد العال

غزة ستنتصر بدماء شهدائها وشعبها ومقاومتها
بقلم سائد عبد العال
على مدار تسعة أشهر ويزيد يستمر الصمود البطولي للمقاومة من شمال غزة الى وسطها وجنوبها وتذيق جيش الاحتلال الصهيوني مرارة الهزيمة. ويوما اثر يوم يؤكد الشعب الفلسطيني ومعه مقاومته الباسلة والتي تخطت بطولاتهما الخيال قادر رغم كل همجية ووحشية ونازية الاحتلال، أن شعبنا يمتلك العقيدة والإيمان بحقه في أرضه وحقه. ولن يهدأ أو يستكين حتى تتحقق اماله وأهدافه بتحرير أرضه والعودة الى وطنه بالرغم من الثمن الباهظ من لحم ودماء وأجساد أطفاله ونسائه وكهوله ومناضليه، والتي وصلت لما يقارب 50 ألف شهيد ومائة ألف جريح والاف المفقودين. وتدمير مايقارب 70%من منازله ومدارسه ومشافيه. عدا عن تدمير البنية التحتية من مياه وكهرباء وشبكات الصرف الصحي والطرق .. فزج في عدوانه عشرات ألاف الجنود والدبابات والمدرعات والطائرات والمسيرات برا وبحرا وجوا، مدعوما بحكومات الغرب الاستعماري وحليفه الأكبر امريكا، والتي وفرت له كل أشكال الدعم العسكري والأقتصادي والسياسي والدبلوماسي. وبالرغم من كل ذلك فشل في تحقيق اهدافه المعلنة لهذه الحرب الغاشمة. إذ أنه لم يتمكن من اجتثاث حركة حماس وتحرير المحتجزين وتهجير سكان القطاع.
وما لخصه رئيس حكومة الكيان بالتوصل إلى النصر المطلق مضافاً اليه فشلهم في ايجاد ثلة من المتعاونين من سكان القطاع ليكونوا كما روابط القرى السيئة الصيت في الضفة الفلسطينية وكان مألها السقوط والفشل الذريع.
لقد تمكن شعبنا ومقاومته من تحويل هذا الصمود الأسطوري لتوليد حركة شعبية هائلة لدى الرأي العام الدولي، وفي طليعتهم كتلة هائلة من الشعوب الغربية والأمريكية. التي وقفت إلى جانب شعبنا ولم تزل وتنادي بشعارات لم تكن امريكا والدول الغربية تحلم ان تسمعها (الحرية لفلسطين أو فلسطين حرة) من النهر إلى البحر، وبات العلم الفلسطيني والكوفية على أكتاف هذه الجماهير مظهرا يوميا وفي كل الساحات والجامعات منددين بسياسة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا في غزة. كما بات تعبير الصهيونية مرادفا للنازية. وباتت سلطة الكيان معزولة بشكل لم يكن لهم على بال.
ولقد برز الدور الكبير الذي جسده محور المقاومة عبر فتح جبهة الإسناد الممتدة من جنوب لبنان الى سوريا والعراق واليمن . هذا الدور الذي أسهم في تشتيت الجهد الصهيوني والتأكيد على أن الصراع مع العدو الصهيوني وعلى كل الجبهات جاء ليؤكد من جديد أن العدو الرئيسي للأمة بكاملها هو العدو الصهيوني وليس كما حاول البعض أن يروج للأتفاقات الابراهيمية وجوهرها لتحويل الصراع من صراع مع الصهيونية إلى صراع مع إيران الصديق والحليف لامتنا وقضاياها. وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية بالفعل لا بالأقوال وهو ما تبين آثاره في الخسائر .
أيضا لن ننسى تعطيل الملاحة في باب المندب ولاسيما للسفن المتوجهة لسلطة العدو . والصواريخ التي انهارت على ايلات والتي أدت إلى تعطيل ٣٠ بالمائة من التجارة الدولية وشكلت ضغطا لا يستهان به على الدول الداعمة لدولة العدو.
هذا عدا الخسائر في صفوف الجيش الصهيوني والذي لم يشهد مثيلاً له منذ قيام دولة الكيان. عدا عن أكثر من مائة الف على الاقل من سكان مستوطنات غلاف غزة والمستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية، والذين لازالوا نازحين داخل دولة الاحتلال ولأول مرة بتاريخ هذا الكيان.
وعدا عن الأنقسامات الداخلية بين حكومة نتنياهو وبقية الأحزاب الصهيونية التي تتهمه بجر دولة الكيان لكارثة وجودية وتطالب يومياً في مظاهرات حاشدة باستقالته والدعوة لانتخابات مبكرة. ومثل هذا الأنقسام لم تشهده سلطة الكيان في أي من حروبها السابقة.
وحتى حليفه الأكبر (الولايات المتحدة الأمريكية) لم تسلم من الأثار السلبية بسبب مواقفها المنحازة لدولة الكيان، فعدا عن التظاهرات الممتدة على طول البلاد وعرضها، فقد شهدت مؤسسات الإدارة استقالات لمفاصل مهمة احتجاجا على سياسة بلادهم وأخرهم رئيس قسم السياسات للشرق الأوسط وفلسطين في وزارة الخارجية. ونتيجة لكل ماسبق اضطرت الولايات المتحدة لاعلان ماسمي بخطة بايدن، وهي في الحقيقة خطة نتنياهو غير المعلنة مع تعديلات طفيفة. وفوجئ الجميع بموافقة المقاومة الفلسطينية عليها بعد اجراء عدد من التعديلات عليها. وأبرزها التأكيد على وقف دائم للحرب، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع. وهو ماوضع الإدارة الأمريكية وسلطة الكيان أمام مأزق كبير دفع نتنياهو للقول أنه مستعد لمفاوضات ينتج عنها تحرير المحتجزين ومن استئناف الحرب. وترافق مع ذلك إعلان الناطق باسم جيش الكيان أن الجيش قد تمكن من تحقيق أهدافه بالقضاء على 550 مقاتلا من حركة حماس وأنها لم تعد قادرة على شن هجوم جديد على الكيان. وأن الجيش سيتوقف خلال أسبوعين عن القتال، وسينتقل إلى مرحلة جديدة تتضمن في جوهره تنفيذ عمليات اغتيال محددة لكوادر حماس والمقاومين على مدار تسعة أشهر ويزيد يستمر الصمود البطولي للمقاومة من شمال غزة إلى اليمن إلى لبنان مرورا بالعراق وأنها ستكون حربا مفتوحة وبلا ضوابط.
اما على الجبهة الفلسطينية الداخلية والتي تتحمل عبئ توحيد الجهد الفلسطيني على قواعد وأسس جديدة. للأسف لم تنجح الجهود بالدعوة لاجتماع جديد بمبادرة من دولة الصين بسبب رفض السلطة الفلسطينية التجاوب مع الجهود المبذولة. رغم الأهمية الفائقة لضرورة توحيد الجهد الفلسطيني لتشكيل جبهة موحدة حيال اليوم التالي بعد غزة. في الوقت الذي يتصدى الأبطال في بلحمهم ودمهم لكسر الجهود الصهيونية لجند الاحتلال في كل أنحاء القطاع ويوقعون يوميا خسائر فادحة بجنده وعتاده وكلهم ثقة بالنصر والثأر للشهداء والجرحى والأسرى..
( وإنه فتح من الله ونصر قريب)..
تعليقات
إرسال تعليق
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني...
رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.